تحدث خبير الطاقة النووية المصري الدكتور علي عبد النبي عن تفاصيل وصول قطعة نووية جديدة لمحطة الضبعة النووية المصرية من روسيا.
فقال في تصريح لـRT إن النجاح في تركيب “مصيدة قلب المفاعل النووي الأول” بموقع الضبعة يوم الجمعة 6 أكتوبر 2023، كان خبرا ساراً أسعد قلوب الشعب المصري، فكان بمثابة العبور الحقيقي لتنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية.
وتابع: “اليوم ازدادت فرحة الشعب المصري بسماعه بوصول ثلاث مكونات لـ “مصيدة قلب المفاعل النووى الثاني” للرصيف البحري بموقع الضبعة، وإجمالي وزن الشحنة هو 455 طنا. ففي يوم الأربعاء الموافق 25 أكتوبر 2023، وصولت “مصيدة قلب المفاعل النووي الثاني” لموقع الضبعة، ومن المقرر تركيبها قبل نهاية العام الحالي”.
وأكد أن هذه التطورات المتلاحقة في تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية، هي خير دليل على مدى التزام شركة “آتوم ستروي إكسبورت – المقاول العام الرئيسي للمشروع” الروسية، بالمخطط الزمني لتنفيذ أعمال المشروع. أي أنها توضح أن أعمال الإنشاءات الخرسانية لمباني الجزيرة النووية للمفاعل الأول والثاني، وهي أعمال ضخمة وتحتاج إلى إدارة على درجة عالية من المهارة، لم تتأخر لحظة واحدة، بل أن النتائج توضح أن هناك تقدما ملحوظا في تنفيذ الأعمال قبل موعدها المحدد في المخطط الزمني، وهو ما ينعكس توفيراً في تكاليف المشروع.
وتابع: “في محطات الطاقة النووية، يعمل “وعاء احتواء المفاعل” كحاجز أمان نهائي، وهو مصمم ليكون محكم الاغلاق، لمنع تسرب مواد الانشطار النووي إلى البيئة المحيطة بالمحطة. وفى حالة حدوث حادثة شديدة مثل انصهار قلب المفاعل، نجد أن “مصيدة قلب المفاعل”، وهى متواجدة في أسفل وعاء ضغط المفاعل، تعمل على ضمان عدم اختراق مواد قلب المفاعل المنصهرة للقاعدة الخرسانية لـ “وعاء احتواء المفاعل”، وتسربها إلى باطن الأرض. وهذا على الرغم من أن احتمال حدوث حادث انصهارٍ لقلب المفاعل منخفض للغاية، إلا أنه قد يشكل تهديدا كبيرا”.
ونوه بأن مصيدة قلب المفاعل تحتفظ بمواد قلب المفاعل المنصهرة وتقوم بعمليات تبريد لها، وذلك من خلال نظم تبريد تعمل بالماء. فالتبريد المستمر للمواد المنصهرة، يضمن تجنب الحروجية النيوترونية للمواد المنصهرة داخل مصيدة قلب المفاعل؛ وتمنع انتشار المواد المنصهرة في “وعاء الاحتواء”، وتقلل بصورة كبيرة من انبعاث المواد المشعة والهيدروجين فى فضاء وعاء الاحتواء؛ وتحمى هياكل التجويف الخرسانى وتمنعها من التلف نتيجة التأثيرات الحرارية الميكانيكية.
وأشار د.عبد النبي إلى أن مصيدة قلب المفاعل تمتلك أعلى معايير الأمان النووى، مثل مقاومة الزلازل والقدرة على الصمود فى مجابهة الأحمال الهيدروديناميكية والصدمات و”الأحمال الديناميكية”. وهى تستخدم كنظام أمان سلبي في محطات الطاقة النووية من الجيل الثالث، وتعتبر سمة رئيسية من سمات المحطات النووية الروسية، وتعبر عن اتباع أعلى معايير الأمان النووى فى نظم الأمان “السلبى”، فهي إحدى التكنولوجيات المتطورة، والمصممة خصيصا للتحكم فى الحوادث التى تتجاوز أسس التصميم، وبذلك فهى أحد الأجزاء الرئيسية فى مفاعلات الضبعة النووية، والتي عمرها من عمر المحطة النووية الذى يزيد عن 80 سنة.
المصدر: RT
زر الذهاب إلى الأعلى