مصر عام 1944م
هذا هو مخيم الشط بصحراء سيناء للاجئين الأوربيين ..
حيث تم توفير ملاجئ آمنة لما يقرب من 40 ألف بولندي ويوناني ويوغوسلافي ..
مئات الالاف من مدنيي أوروبا هربوا من جحيم الحرب العالمية الثانية ومن الاحتلال والاضطهاد في اوروبا، واحتضنتهم مصر وسوريا وفلسطين Palestina وغيرها من الدول العربية والإقليمية.
عندما يتحدث الناس اليوم عن المشاكل التي يزعم أن اللاجئين يسببونها في أوروبا، ينسون أنه خلال الحرب العالمية الثانية، سعى الملايين في أوروبا إلى الحماية من الحرب والاضطهاد في بلاد اخرى..
فمع بداية الحرب العالمية الثانية في الفترة بين عامي 1939- 1941 وتسارع الأحداث في دول أوروبا الشرقية واحتلال اليونان من قبل الجنود الألمان، كما إيطاليا لاحقاً في العام 1943 انطلقت أكبر موجة لجوء أوروبية إلى الشرق الأوسط عبر يوغوسلافيا السابقة عن طريق ممر بحري نظمته القوات المتحالفة ضد ألمانيا أجلت بواسطته مئات الآلاف في اتجاه دول الشرق الأوسط..
مئات آلاف الأوروبيين من إيطاليا واليونان وبلغاريا وبولندا ودول البلقان استقبلتهم مخيمات سوريا ومصر وفلسطين وإيران والهند وأفريقيا..
لقد تم استقبالهم بترحيب حار من قبل السكان الذين وفروا لهم الطعام والسكن والرعاية الطبية كما سهلت الحكومات دخولهم وزودتهم المساعدات .
وإنشاء المدارس و المستشفيات والجمعيات الخاصة بهم وساعدتهم على التكيف مع حياتهم الجديدة وتمكن العديد من أطفالهم التعافي من الصدمات التي تعرضوا لها خلال الحرب.
بينما يرفض اليوم الاوربيون استقبالهم …
المثير للدهشة انه في عام 1939 رفضت امريكا استقبال السفينة “سانت لويس” من ميناء هامبورغ مع حوالي الف لاجئاً يهوديا هاربين من اضطهاد النازيين مما أجبرها على العودة إلى أوروبا لتنتهي بهم الرحلة في معسكرات الإبادة النازية.
حيث كان ينظر إلى اللاجئين اليهود في ذلك الوقت بكثير من عدم الثقة، وعلى أنهم دعاة للأيديولوجيات الخطيرة أو جواسيس معادين مما أدى هذا إلى رفض العديد من البلدان الغربية السماح لهم بدخولها.
ومع ذلك تمكن اغلب هؤلاء اللاجئين من العثور على ملاذ آمن لهم في دول عربية وإسلامية مثل فلسطين
ليغدروا اليوم بمن استقبلهم ووفر لهم الأمان ..
زر الذهاب إلى الأعلى