انتقد مسؤولون أمميون القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وقطع الاتصالات، وحذروا من عواقب ذلك على المدنيين، في حين اتهمت مصر إسرائيل بعرقلة دخول المساعدات الدولية لغزة عبر معبر رفح. كما حذرت دول الخليج العربي من تداعيات العمليات البرية الإسرائيلية في غزة.
وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك إن تكثيف القصف الإسرائيلي على غزة يوم أمس نقل الأزمة “المريعة إلى مستوى جديد من العنف”. وأضاف أن قصف البنية التحتية للاتصالات يعرض السكان المدنيين لخطر جسيم.
وأوضح تورك أن فرق الإسعاف والدفاع المدني لم تعد قادرة على تحديد أماكن المصابين، مرجحا أن يكون آلاف الأشخاص تحت الأنقاض. وقال إن العواقب الإنسانية ستكون مدمرة وطويلة الأمد، داعيا لبذل قصارى الجهود لتهدئة الصراع.
لن يثبط عزيمة الوكالة
وفي السياق ذاته، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن الاتصال ما يزال مقطوعا مع الغالبية العظمى لفريق الوكالة في قطاع غزة.
وأضاف، في رسالة وجهها إلى طاقم الوكالة في القطاع، أن قطع الاتصالات هو إجراء آخر لمحاولة إعاقة الاستجابة الإنسانية للمدنيين في غزة.
كما أكد أن قطع الاتصالات لن يثبط عزيمة الوكالة وستواصل الوفاء بواجبها الإنساني في مواجهة هذه التحديات غير المسبوقة.
من جهتها، أعلنت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذاء العالمي سيندي ماكين فقدان الاتصال بالفرق في غزة وأن الصمت هو السائد، حسب وصفها.
وعبّرت ماكين، على منصة إكس، عن قلقها البالغ على سلامة جميع العاملين في المجال الإنساني والمدنيين. وقالت المسؤولة إن العالم عند نقطة تحول ويجب أن تسود الإنسانية.
من جانبه، أكد الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند، فقدان الاتصال بطاقم المجلس النرويجي للاجئين في غزة وعددهم 54 فردا.
معبر رفح
وفي شأن متصل، اتهمت مصر إسرائيل بإعاقة دخول المساعدات الدولية إلى غزة، وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أن الإجراءات الإسرائيلية في تفتيش الشاحنات تعيق التسليم الفوري للمساعدات من مصر إلى قطاع غزة عبر معبر رفح.
وأوضح، في بيان، أنه “يشترط ضرورة تفتيش الحافلات بمعبر “نتسانا” الإسرائيلي المقابل لمعبر العوجة المصري”، ثم تتوجه الحافلات بعد ذلك إلى منفذ رفح في رحلة تستغرق مسافة 100 كيلومتر قبل دخولها إلى القطاع عبر معبر رفح.
ويعتبر معبر رفح النقطة الرئيسية لإيصال المساعدات منذ أن فرضت إسرائيل حصارا على غزة بعد فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات البرلمانية عام 2006.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ذكر أمس أنه قبل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كانت نحو 500 شاحنة تعبر إلى غزة يوميا، لكن في الأيام القليلة الماضية دخلت 12 شاحنة فقط في المتوسط.
تنديد خليجي
في السياق ذاته، حذّر مجلس التعاون الخليجي ودول الخليج العربية من تداعيات العمليات البرية الإسرائيلية في غزة.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، جاسم البديوي إن “هذا التصعيد يعد انتهاكا لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.
وحذر، في بيان، من تداعيات العمليات البرية “الإنسانية والأمنية على المدنيين الفلسطينيين”.
كما قال محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري إن “التصعيد البري الإسرائيلي ستكون له عواقب وخيمة على المدنيين وأبعاد إنسانية واقتصادية مدمرة”.
وأكد الوزير القطري، في منشور له على منصة “إكس”، “استمرار جهود الوساطة القطرية لإطلاق سراح الرهائن المدنيين، وكل ما من شأنه إنهاء الحرب وتحقيق السلام”.
من جهتها، نددت الخارجية الكويتية بـ”العدوان البربري” الإسرائيلي على قطاع غزة و”الصمت الدولي غير المسبوق”.
وأكدت في بيان أن “أي اجتياح بري لقوات الاحتلال سيثبت أنه مصمم على مواصلة ارتكاب جرائمه ضد الشعب الفلسطيني الشقيق”.
بدورها، نددت سلطنة عُمان بـ”جرائم حرب”، وحذرت من “مغبة العمليات العسكرية البرية التي تنذر بآثار كارثية خطيرة على المنطقة والعالم وعلى فرص تحقيق السلام والاستقرار”.
وأدانت السعودية من ناحيتها “أي عمليات برية تقوم بها إسرائيل لما في ذلك من تهديد لحياة المدنيين الفلسطينيين وتعريضهم لمزيد من الأخطار والأوضاع غير الإنسانية”.
وفي أبو ظبي، شددت الخارجية الإماراتية على “ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لمنع سفك الدماء، وعدم استهداف المدنيين والمؤسسات المدنية”.
وأعربت عن “قلقها البالغ جراء التصعيد العسكري الإسرائيلي وتفاقم الأزمة الإنسانية والتي تهدد بوقوع المزيد من الخسائر في الأرواح بين المدنيين”.
المصدر : الجزيرة + وكالات
زر الذهاب إلى الأعلى