الرئيسيــةتقـــارير

الرئيس القائد( عيدروس الزُبيدي).. مسيرة ألم بإتجاه إستعادة الأمل لشعب الجنوب المضطهد

منارة عدن/أصيل ناجي علي علي
الرئيس القائد(عيدروس الزبيدي) والبدايات الصعبة كثائر الجنوبي.
من فرد إلى فردين إلى مجموعة صغيرة استطاع القائد أبا القاسم “عيدروس الزُبيدي” من تشكيل أول حركة نضالية على مستوى الجنوب والتي أسماها حركة “حـتـم” (حركة تقرير المصير) وذلك في عام 1996م والتي بدأ العمل بتجميع الضباط والشباب بطرق سرية في مختلف مناطق الجنوب
كانت تهدف إلى مقاومة الاحتلال الشمالي بشتىء الوسائل حيث انتهجت الحركة بعد تشكيلها العمل المسلح ولكن بسرية تامة.
كان لهذهِ الحركة دور كبير في مجابهة قوى الاحتلال والتنكيل به في مختلف مناطق الجنوب خاصة في محافظة الضالع منطلق الحركة حيث شهدت الفترة 1997-1998م عمليات عسكرية سرية تنوعت مابين تفجير الآليات العسكرية واغتيال رموز قوى الاحتلال الشمالي.
بعدها أقدمت قوات الاحتلال بشن حملات عسكرية واسعة طالت مناطق تواجد أفراد حركة حتم خصوصاً مدينة زُبيد مسقط رأس الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي،
حيث قامت قوات الاحتلال بإغتيال أحد قادة الحركة المناضل محمد ثابت الزُبيدي عام 1998م في نقطة نقيل الربظ بمنطقة زُبيد
لتندلع بعدها مواجهات عنيفة بين قوى الاحتلال وأفراد من حركة حتم بقيادة القائد عيدروس الزُبيدي تعرضت خلالها المنطقة للقصف والحصار وتعرض عناصر الحركة للملاحقة والمطاردة حيث أقدم النظام المحتل إلى عقد محاكمة وإصدار أحكام غيابية بحق قائد الحركة المناضل عيدروس قاسم الزُبيدي وأخيه محمد قاسم الزُبيدي وعدد من القيادات الأخرى حيث صدر بحقهم حكم الإعدام.
شنت بعد ذلك قوى الإحتلال حملات واسعة لملاحقة قادة الحركة، فكانت الجبال الشامخة مأوى لأولئك الأبطال حيث غادر القائد البطل عيدروس الزُبيدي ورفاقه الى أعالي جبال زُبيد الشامخة، وترك عائلته دون عائل لم يكن أمامه خياراً آخر فالقدير أرحم بهم منه ولأنه ذاهب في طريق الحق كان يثق كل الثقة بأن الله سيتولى أمرهم وأمره.
اعتلى الجبال وظل يقتات على فتات الخبز الذي كان يأتيه أحياناً أن وجد أحدهم طريقة للوصول إليه دون أن يتم رصده من قبل أعين المحتل المنتشرة في كل ناحيه وإن لم يجدوا طريقة ظل صائماً رابط على بطنه الحجارة من الجوع
هكذا روى لنا العديد من رفاقه الذين كانوا بجانبه في تلك الفترة، ومع هذا كله لم يرضخ أو يستسلم بل واصل مسيرته النضالية، وبدأ بترتيب صفوف الشباب الجنوبي الذي كان يستدعيهم سرياً إلى مقر إقامته السري في جبال زُبيد، ويقوم بتدريبهم وإعدادهم الإعداد الجيد لخوض مسيرة الكفاح المسلح ضد قوى الإحتلال، ويقوم بعد ذلك بالبحث عن تموين ودعم لتوفير الاحتياجات اللازمة من سلاح وذخائر ومعدات عسكرية أخرى لتنفيذ مهامهم في بداية كفاحهم المسلح.
بدأ القائد البطل «عيدروس الزبيدي» من منزله فأخذ كل ما هو غالي من معدات، فحتى الماشية التي كانت مصدرهم الوحيد لإعالة أسرته بعد مصادرة راتبه من قبل نظام الاحتلال لم تسلم فأخذ ببيعها ليصرف المال في شراء بعض العتاد العسكري، وحينما علم الشباب بما قام به قائدهم، فأخذ كل واحد منهم يتفقد كل مالديه من مواد قابلة للبيع وقاموا ببيعها وإنفاق أموالها في شراء المعدات العسكرية اللازمة اقتداء بقائدهم البطل ولسان حال كل واحد منهم يقول “لست خيراً من قائدي الذي باع كل من لديه من أجل الوطن”.
فأخذ العديد من الرجال البسطاء بدعم وإعانة القائد البطل عيدروس الزُبيدي كلاً بمقدوره ولم يكن الرجال وحسب بل حتى النساء حرائر الأرض الجنوبية شاركن في دعم حركة الكفاح الجنوبي، فمنهن من باعت اغنامها، ومنهن من باعت ما تمتلكه من مقتنيات ذهبية، لمؤازرة رجالهم في النضال.
كل ذلك كان له دور معنوي أكثر من قيمته المادية لدى قادة وأفراد حركة النضال حتم للبدء بمسيرة الكفاح المسلح لطرد قوى الإحتلال وإستعادة الأرض والهوية الجنوبية، واصلت الحركة نضالها لغاية عام 2002م حينها توقف نشاط الحركة لأسباب أمنية حيث خسرت العشرات من قيادتها الأبطال والذي من ضمنهم أسد الجنوب الشهيد صالح الحدي، والشهيد محمد ثابت الزُبيدي كاول شهيد تابع للحركة وذلك في اغسطس 1998م وآخرين.
عودة حركة الكفاح مجددا(حتم)
لم يتوقف نشاط القائد عيدروس الزُبيدي رغم توقف نشاط حركة حتم بل واصل نشاطه ومسيرته النضاليه ليعلن في العام 2010م عن عودة حركة «حتم» كحركة عسكرية تكمن مهمتها حماية الثورة السلمية الجنوبية ولتشكل بذلك الجناح العسكري المكمل للجناح السياسي، وخلال هذهِ الفترة ابتدأ القائد عيدروس الزُبيدي بالتحرك مع قادة النضال السلمي لحشد الجماهير والتوسع في مختلف مناطق الجنوب وتشكيل أعضاء لحركة حتم في مختلف المحافظات الجنوبية
توَّجت تلك الجهود التي قادها القائد «عيدروس الزُبيدي» في تشكيل المقاومة الجنوبية سرياً تحديداً في العام 2012م ووضع خطة عمل منظمة لجعل المقاومة الجنوبية مؤسسة عسكرية، وكان لهذا الجهد ثمرة نجاح كبيرة حيث بدأ القائد عيدروس الزُبيدي بفتح معسكرات تدريب للشباب في الضالع وردفان وعدد من المناطق الجنوبية بإمكانيات ذاتية وبعض الدعم الذي يقدمه المغتربين الجنوبيين في الخارج.
الزُبيدي بداية شرارة الكفاح المسلح واعلان البيان رقم( 1)
حينما أرتكبت قوات الاحتلال مجزرة سناح في 27/12/2013م من قبل قوات المجرم ضبعان قائد اللواء 33 المتواجد في محافظة الضالع والتي استهدفت مخيماً للعزاء في مدينة سناح راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى بينهم نساء وأطفال.
أصدر القائد عيدروس الزُبيدي البيان رقم واحد من قبل المقاومة الجنوبية الذي تتبنى فيه المقاومة الهجوم على قوات الاحتلال في موقعي الخزان والمظلوم وفي معسكر القطاع الغربي بمدينة ردفان رداً على تلك المجزرة.
وبيان رقم (2) الذي تبنى الهجوم على موقع الخزان والمظلوم في الضالع رداً على مقتل ومجزرة أسرة الشهيد ياسين واغتيال القائد في المقاومة الجنوبية الشهيد بركان مانع في تاريخ 07/01/2014م .
وبشكل علني قام القائد البطل عيدروس الزبيدي، بمواصلة التدريب وبناء المقاومة الجنوبية وتأهيل الشباب والاعداد والتجهيز خاصة مع تسارع الاحداث والمؤشرات السياسية في 2014م بإعادة الاجتياح وتكريس الاحتلال في الجنوب.
وفعلاً أتت المرحلة التي أعلن فيها صالح والحوثيين الحرب على الجنوب لتثمر جهود القائد عيدروس قائد المقاومة الجنوبية والتي استطاعت أن تواجه بقوة فائقة قوات الاحتلال حيث كسرت شوكتهم بمحافظة الضالع بالرغم من كل المحاولات المتكررة وكان كل ذلك يعود لفضل جهود القائد البطل عيدروس الزُبيدي حينما عمل على تدريب وتأهيل الشباب الجنوبي ليشكلوا حائط دفاع عسكري قوي وفاعل، وفعلاً خطط القائد عيدروس خلال الحرب على المليشيات وجيش المخلوع علي صالح بصمت ورسم خططه وفق إمكانيات المقاومة وعمل على دراسة ورصد قوة وعتاد القوات المعادية مليشيات الحوثي وأنصار عفاش لينفذ في 25/05/2015م الهجوم على معسكر الجرباء، ولواء عبود وكل مواقع الاحتلال ونجح الهجوم وتحرير الضالع وطرد الغزاة.
وبعدها ظل القائد عيدروس متواصلاً مع قيادة الجبهات وقادات الجيش وشارك الجنوب والتحالف العربي والعمل على تحرير المناطق الأخرى المسيمير والعند.
تعرض القائد البطل عيدروس الزُبيدي لكمين تمَ فيه شن هجوم مكثف من قبل مليشيات الحوثي وصالح عند قيادته للمعارك في المسيمير ونجأ من الموت وأستشهد اثنين من مرافقيه وجرح أكثر من 30 مقاوم من حراسته الخاصة في 25يوليو 2015م
وشارك أيضاً في معركة اقتحام محور العند والقاعدة الجوية، وتمَ تأمينه من قبل المجاميع التابعة له.
«الزُبيدي» واعلان البيان التاريخي« 4» مايو
إن بيان 4 مايو (2017)م لإعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي من وضع الجماهير ومن صنعها فقد كان صدى لصوت الجماهير يوم خرجت الجموع معلنةً حق التحرير وإستعادة الدولة الجنوبية بحدود قبل عام 90م مطالبةً بالصمود حتى نيل الاستقلال، وتفويض الرئيس الزُبيدي.
وبهذا تؤكد المعطيات العسكرية إن نجاح الجيش الجنوبي وإحرازه الانتصارات تلو الانتصارات العسكرية والأمنية التي تمَ تحقيقها على أرض الميدان وفي مختلف الجبهات وعلى مستوى جميع محافظات الجنوب طيلت سبع سنوات، لم تكن لولا إن إعادة البناء في القوات المسلحة والأمن، وتلك الجهود المضنية التي فرغ الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي نفسه لها وأشرف عليها لتؤتي أكلها بكفاءة واقتدار، وأستطاع الرئيس الزُبيدي أن يجعل من حرب 2015 محطة جديدة للبناء وتصويب المسار على كل المستويات، وبعد إعادة بناء القوات المسلحة الجنوبية، تمَ تحديد أولوية المعركة، وقد أعقب ذلك كله
إنجازات عظيمة.
حرص الرئيس القائد (الزُبيدي) على تحسين الأوضاع المعيشية للمواطن في الجنوب ووضع سلسلة من المطالب التي تستهدف جميعها تحسين الأوضاع المعيشية، وذلك بعد أن تعرض الجنوب لحرب الخدمات منذُ فترة زمنية طويلة عملت على استنزاف ثرواته وضرب مؤسساته واستقراره المعيشي، حيث واجهت القيادة السياسية ممثلة بالرئيس «الزُبيدي»، هذهِ التحديات الاقتصادية نظراً لأهميتها وحيويتها والدفع نحو تحقيق الاستقرار الذي ينشده الجنوبيون، وظهرت التحركات الأخيرة التي نفذها الرئيس الزُبيدي خارجياً ولقائه بالوفود الدبلوماسية للدول الخمس وممثلين عن دول دائمة العضوية، والمشاركة في حضور جلسة لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين بحضور الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط التي تعكس مدى حرص واهتمام الرئيس الزُبيدي على استقطاب كل الدعم الممكن وكذا محاولة إحداث انتعاشة معيشية يلمسها المواطن الجنوبي.
الزُبيدي ولملمة الصف الجنوبي وإعادة الشمل الجنوبي
أطلق الرئيس الزُبيدي دعوة الحوار الوطني الجنوبي، من خلال اروقة المجلس الانتقالي الجنوبي، وفتح آفاق الحوار الوطني الشامل لإستلهام الدروس والعبر من الماضي، وهذهِ الدعوة النابعة من حرص الرئيس الزُبيدي تأتي لأهمية الحوار كقيمة وطنية في هذهِ المرحلة التي ستعمل على تعزيز اللحمة والجبهة الوطنية وتقوية النسيج الاجتماعي الجنوبي، يشارك فيه كافة القوى الوطنية الجنوبية في الداخل والخارج المؤمنة بحق الحوار والهدف الجنوبي، حيث يأتي الحوار الوطني كقيمة وطنية وانسانية وحضارية وسياسية واجتماعية وثقافية، وغدا اليوم ضرورة حتمية لنبذ الخلاف وردم الهوة ومعالجة أسباب التشظي في الماضي والحاضر، لذا يجب على الجميع المشاركة الفاعلة والتعاطي مع هذهِ الدعوة بإيجابية، لنكون شركاء في تحمل المسؤولية ومواجهة التحديات الماثلة امام شعب الجنوب وحماية مكتسباته الوطنية وصولاً لتحقيق هدفه الأسمى المتمثل بإستعادة دولته الجنوبية كامل السيادة.
«8» سنوات غيرت مجرى تاريخ الجنوب
الحقائق والدلائل هي التي تتحدث عن تاريخ عيدروس الزُبيدي، وما الذي عمله خلال فترة وجيزة؟ لم يصنع الزُبيدي تاريخاً له على حساب الآخرين وجهودهم، أو يؤسس نظام بإنقلابه على نظام آخر، بل جاء من رحم الثورة الجنوبية حاملاً أهداف ومبادئ ومشروع الشعب الجنوبي، وقاد الانتصارات والتحولات العظيمة التي غيرت مجرى تاريخ الجنوب، وتميز بالحكمة والدهاء أحبطت كل المشاريع التآمرية التي أستهدفت الجنوب الأرض والإنسان، محطات خالدة في مسيرة قائد جنوبي وضع لنفسه وشعبه مكانة عند شعوب العالم في زمن قياسي لا يتجاوز ثمان سنوات.
مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى