الرئيسيــةتقـــارير

قراءة في التاريخ والمستقبل لجيشنا الجنوبي العظيم في ذكرى تأسيسه الـ 52

منارة عدن/ درع الجنوب
بمناسبة الذكرى 52 لتأسيس الجيش الجنوبي اجرى موقع (درع الجنوب) حواراً صحفياً مع العميد عبدالحكيم الكوبي أحد أبرز الكوادر العسكرية الجنوبية ويمتلك الخبرات العملية والعلمية وعمل حتى وقت قريب ضمن الطاقم التدريسي لمعهد ضباط القادة والأركان ويعمل حالياً نائباً لدائرة التوجيه المعنوي في قوات الحزام الأمني حيث تطرق الحوار الى التاريخ المجيد لجيش الجنوب ومراحل تطوره العسكري والدفاعي و عودته المعاصرة العظيمة.
وكيف قفز جيش الجنوب الى مصاف جيوش دول المنطقة ؟
وكيف يمثل الإرث والامتداد العضوي و التاريخي والوطني والمهني للقوات المسلحة الجنوبية المعاصرة والحديثة
.. إلى نص الحوار
حدثنا بإيجاز عن مراحل التطور التي شهدتها المؤسستين العسكرية والأمنية الجنوبية بعد الإستقلال الأول؟
في مرحلة ما بعد الإستقلال الأول، كانت القوات المسلحة في الجنوب منظمة على شاكلة (قوات منظمة ) تحت قيادة المناضلين والثوار الذين كان لهم تأثيرًا كبيرًا بين أوساط الشعب والجماهير التي كانت تقوم بمناهضة الاستعمار البريطاني في تلك المرحلة، وكان يتم تشكيلهم في المناطق الجبلية والبعيدة عن أنظار الاستعمار البريطاني، حيث كان يتم تدريبهم على أبسط الأسلحة التي يمتلكونها، والتي كانوا يشترونها من الدول المجاورة مثل جمهورية مصر العربية.. وهنا تشكلت الجبهات بعزيمتهم وامكانياتهم وإصرارهم على مواصلة النضال التحرري وتم نشر القوام الثوري بين أوساط المواطنين في جميع ربوع الوطن لتقوية الحركات الثورية.
ما الصفات التي تحلى بها جيش الجنوب الذي تم انشاؤه عقب الإستقلال الأول؟
كان الجيش الجنوبي الذي تأسس في الفاتح من سبتمبر من العام 1971م يتحلى بصفات عسكرية صلبة وضبط وربط عسكري وقيود انضباطية صارمة اعطت المقاتلين القوة في التدريب والحنكة في المهارات.
وفي تلك الفترة كانت الروابط المجتمعية لدى شعب الجنوب روابط قوية كما هي اليوم ، وعلى هذا الأساس تم بناء جيش وطني جنوبي يتمتع بالولاء وحب الوطن للجنوب والصبر والسرية مما مكنه من تحقيق الإنجازات العظيمة.
وخلال تلك الحقبة الزمنية، تم إنشاء المعسكرات ومواقع التدريب تحت إدارة خبرات من كبار الضباط الجنوبيين والضباط المصريين، الأمر الذي جعل الجيش الجنوبي يتأسس على حب الوطن والتمسك بالأرض، كما أنشأت، في ذات الفترة، أول صرح علمي عسكري باسم (الكلية العسكرية الوطنية الجنوبية)، حيث كان أساسها اختيار المقاتلين المنتسبين للقوات المسلحة من جميع فئات المجتمع الجنوبي.
هل يمكننا الفصل في حديثنا عن الجيش الجنوبي في السابق، والجيش الجنوبي المعاصر؟ أما أن الأخير يعتبر امتداد للأول؟
بكل تأكيد، الجيش السابق كان متدرب تدريبًا عسكريًا قويًا، وبروح الوطنية، والإقدام، ولديه كفاءة في العلوم العسكرية بشكل كبير وحازم، ويطبق فيه كل القوانين والعقوبات والإجراءات النظامية الانضباطية، وفيه العديد من التخصصات العسكرية المتنوعة القادرة على حل المواقف الطارئة، أما بالنسبة للجيش الجنوبي المعاصر الحديث، فهو جيش إصرار وإرادة وعزيمة رغم ضعف الإمكانيات، وهو امتداد للجيش السابق امتداد عضوي وتاريخي ووطني ومهني، هذه المرحلة تحتاج إلى المزيد من التدريبات، وأهم من ذلك التنظيم الجيد، والتشكيلات الدقيقة، وإعادة ترتيب هذه القوات على ذات مستوى الجيش الجنوبي السابق من (النظم، واللوائح، وتثبيت النظم، والواجبات العسكرية الصارمة، وتحديث تسليحه، وإعادة النظر في اكساب القيادات الخبرات العسكرية الكافية، والقدرة على مجاراة التحديث، والتسليح، والإستفادة من خبرات الكوادر العسكرية السابقة التي تحمل الكثير من العلوم العسكرية والقدرة على السيطرة، لنتمكن من بناء جيش جنوبي نموذجي معاصر، وهذا ما يتم عليه وفقاً لتوجيهات وتعليمات الرئيس القائد عيدروس الزبيدي .
لماذا؟ وكيف قفز هذا الجيش في وقت قياسي إلى مصاف الجيوش المتقدمة في المنطقة؟
السبب يعود إلى وجود العزيمة والإصرار للقيادة التي كانت تنظم هذا الجيش، وتحلت بالصبر والحنكة في إصرارهم بأن تنشأ العديد من التخصصات العسكرية وعلى ضوء ذلك تم ارسال العديد من الشباب من المراحل الأولية في المدارس، من الصف الخامس وما فوق، إلى العديد من البلدان التي رحبت بالثوار الجنوبيين وعلى راسها هذه الدول (المنظومة الاشتراكية)، وتم تدريب العديد من الشباب كادر عسكري، و تخرجهم من الكليات العسكرية والمعاهد العلمية العسكرية الأخرى، وعلى هذا الأساس تم دعم هؤلاء الكوادر بالمعدات والعتاد العسكري من عموم الدول الاشتراكية.
وحينها بدأت القيادات العسكرية تعد العدة العسكرية منها (إعداد السلاح القوي الضارب، وتقوية القوانين واللوائح الصارمة في القوات المسلحة الجنوبية، وارسال الكوادر إلى العديد من الدول لتلقي العلوم العسكرية، وتم دعمها ببعض من الأسلحة من كافة الدول الإشتراكية، وعلى رأسها (الاتحاد السوفيتي)، الذي أرسل سلاح الدبابات والمدرعات والمدفعية والصواريخ والقوى الجوية والدفاع الجوي والقوات البحرية والدفاع الساحلي، وفي تلك الفترة وجدت قيادات قوية محنكة صارمة اثبتت قدرتها على تطوير القوات المسلحة الجنوبية، وشراء العتاد العسكري من دول الإتحاد السوفيتي آنذاك، والالتزام بالتدريبات القوية والقاسية على المقاتلين واعطاهم اصرار وعزيمة بقوة الجيش والتطور والالتحاق بجيوش العالم العربي.
وبقوة التدريب والعزيمة وصلت القوات المسلحة الجنوبية الى مصاف متقدم منافسًا الكثير من الجيوش في المنطقة، حيث تعتبر القوات المسلحة الجنوبية هي الحصن القوي والمنيع الذي كان يدافع ويدعم العديد من الدول العربية ودول الجوار بالمقاتلين والمعدات، وهنا أصبح لدينا جيش نظامي وفي نفس الوقت جيش مقاتل قوي له هيبته وسمعته في المنطقة بشكل كبير.
مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى