الرئيسيــةتقـــارير

حرب الخدمات ورقة الضغط الأخيرة لمحاولة تركيع شعب الجنوب

منارة عدن/ مريم بارحمة
يعاني سكان العاصمة عدن ومحافظات الجنوب من تدهور في الكهرباء والخدمات حيث وصلت ساعات الانطفاء إلى ما يقارب عشرين ساعة باليوم مقابل أربع ساعات تشغيل في ظل شدة حرارة الصيف، إن وسائل تعذيب الناس بالكهرباء والخدمات وتدهور العملة المحلية وارتفاع المشتقات النفطية، مما أدى إلى تدهور الحياة المعيشية، كل هذه الحروب الشعواء الممنهجة التي تشنها الحكومة اليمنية، هدفها تنفيذ اجندة ومخططات معادية للجنوب وللضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي للتنازل والتخلي عن مشروعه الوطني في استعادة الدولة والموافقة على استخدام الثروات الجنوبية في مفاوضات الحوثي.
وأكدت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي أن موارد وثروات الجنوب حق سيادي لأبنائه ولن تكون ورقة في مفاوضات الحوثي، وشعب الجنوب من يقرر مصير كل ما يرتبط بأرضهم وحقوقهم ومصالحهم ويحدد مستقبلهم السياسي.
كما كشف الأستاذ فضل الجعدي، مساعد الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي، حقيقة حرب الخدمات بقوله:” أنهم يمارسون تعذيب الناس بالكهرباء والخدمات بغية الضغط على الانتقالي لتقديم تنازلات في ملف قضية الجنوب ولا يعلمون ان قضية الجنوب هي قضية شعب بأكمله، وما الانتقالي إلا حاملاً سياسياً لها ومفوضاً من قبل الشعب للدفاع عنها”.
لتسليط الأضواء أكثر على هذه القضية المهمة التقينا بنخب سياسية واجتماعية وإعلامية لمعرفة آرائهم حول الأسباب الحقيقة وراء حرب الخدمات وتعذيب الناس بالكهرباء في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب في ظل شدة حرارة الصيف؟ وما الهدف من هذه الحرب الخدماتية على العاصمة عدن ومحافظات الجنوب وتجويع الشعب ومحاولة تركيعه، وهل هي وسيلة ابتزاز وضغط لتنازل الانتقالي عن قضية شعب الجنوب؟ وهل حرب الكهرباء والخدمات تستخدم كوسيلة للضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي من اجل الموافقة على استغلال موارد وثروات محافظات الجنوب في مفاوضات الحوثي؟ وكيف يقرأ شعب الجنوب موقف رئاسة المجلس الانتقالي في الدفاع عن موارد وثروات الجنوب ومشروعه الوطني؟ وما دلالاته؟ وما الرسالة التي يوجهها شعب الجنوب إلى دول العالم والاقليم في ظل الاوضاع الاقتصادية المتدهورة التي يعيشها شعب الجنوب وحرب الخدمات والضغوطات التي تمارس عليه؟ وكيف يمكن لشعب الجنوب والمجلس الانتقالي التصدي لكل المؤامرات والهجمات الشعواء التي تحاك ضده من جميع الجهات؟
-التنازل عن الاستحقاقات
يقول د. حسين العاقل ، عضو هيئة التدريس بجامعة لحج وعضو الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي:” سبب حرب الخدمات هو محاولة فرض ضغوط سياسية على شعب الجنوب وعلى قيادته بالمجلس الانتقالي الجنوبي، بهدف التنازل عن مطالباته بالاستحقاقات السياسية المتمثلة بمشروع استعادة دولته الحرة والمستقلة. وهذه الضغوطات غير المسؤولة والفاشلة تتوقع مراكز القوى اليمنية الخارجية بأنها بذلك ستتمكن من تحريض غضب الجماهير للخروج إلى الشوارع للإطاحة بالمجلس الانتقالي”.
-محاولة تركيع شعب الجنوب
بينما الأستاذة امتثال ابراهيم بيربهاي، رئيس اللجنة التحضيرية لاتحاد نقابات عمال الجنوب بالعاصمة عدن، تضيف:” لو عدنا بذاكرتنا للوراء سنجد أن السبب قاله يوماً ما وزير خارجية الاحتلال اليمني عبدالملك المخلافي إذا استقر الوضع بالجنوب فسوف يعلنون الانفصال؛ لهذا صار من أهم أولويات الحكومات اليمنية المتعاقبة هو الضغط على شعب الجنوب ومحاولة تركيعه في الجانب الخدمي طالما لم يستطيعوا ذلك بالحرب”.
-تحريك الشارع ضد الانتقالي
بدوره الأستاذ محمد عبدالله الموس، عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي يردف :” ليست الكهرباء والخدمات فقط، بل حتى تحريك الإرهاب وتفريخ المكونات، ومحاولات تحريك الشارع الجنوبي ضد المجلس الانتقالي الجنوبي من خلال الضخ الإعلامي بأن المجلس الانتقالي هو سبب معاناة الناس وليست الحكومة صاحبة المسؤولية الكاملة عن حياة الناس معيشياً وخدمياً بوصفها صاحبة ادارة الموارد في التوريد والانفاق”.
-محاولات لكسر إرادة شعب الجنوب
ويتحدث الناشط الحقوقي أبوبكر سالم بافقير قائلا:” حرب الخدمات وغلاء المعيشة وانهيار قيمة العملة المحلية وتجويع الشعب الجنوبي له آثار ونتائج على الشعب لا تقل من حيث الخطورة عن حرب المسيرات والمفخخات والبالستي، فقد يكون الموت في هذه الحرب أسرع من موت حرب الخدمات والتجويع، هذا هو الهدف الرئيسي ظناً منهم أن هذا الأسلوب الغير انساني والغير أخلاقي بل والغير قانوني سوف يركع هذا الشعب ويتنازل عن ثوابته الوطنية واستعادة دولته والحفاظ على أرضه وثروته”، مضيفا:” ففي الوقت الذي كانت المقاومة الجنوبية بجميع تشكيلاتها تقدم كل المساعدة لما يسمى جيش الشرعية لتحرير الشمال اليمني، كانت هذه الحكومة اليمنية أوما يسمى بحكومة الشرعية تمارس حرب الخدمات والتجويع القذرة ضد شعبنا الجنوبي؛ لكسر إرادته عن تحقيق أهدافه الذي قدم من أجلها آلاف الشهداء والجرحى. كما أننا لا نعفي التحالف العربي من المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن ما وصل له الحال من تردي الخدمات وغلاء المعيشة؛ لأن بلادنا تحت البند السابع وحالة الحرب الذي تمر بها البلاد تلزم الدول الراعية لحفظ الأمن والسلم الدوليين في البلاد بموجب المواثيق والأعراف الدولية أن تولي الخدمات الأساسية والغذاء والدواء اهتمام يؤدي إلى توفيرها لجميع أفراد الشعب وأن لا تستخدم الخدمات الأساسية والغذاء والدواء أداة لأجل أجندات سياسية ضد إرادة الشعوب”.
-خدمة أجندات معادية
بينما الإعلامي والناشط الجنوبي عزالدين الشعيبي يضيف :” لا شك أن حرب الخدمات المفتعلة في الجنوب وبالأخص العاصمة الجنوبية عدن هي ضمن الحرب التي تشنها القوى المعادية لشعبنا الجنوبي، تهدف من بعدها لمحاولة تركيع وإذلال شعبنا الجنوبي الذين وجدت فيه القوى المعادية صلابة المقاومة والدفاع عن الوطن على كل الأصعدة الميدانية والسياسية، إضافة أن حرب الخدمات التي تشنها القوى المعادية لها أجنداتها وعوانيتها من أوساط الشرعية والحكومة الذين يعملون لخدمة أجندات معادية لشعبنا في الجنوب”.
-ثروات الجنوب ليست للمساومة
ولكشف هل حرب الكهرباء والخدمات تستخدم كوسيلة للضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي من اجل الموافقة على استخدام موارد وثروات محافظات الجنوب في مفاوضات الحوثي، أستاذة امتثال تقول :” لا شك أن استغلال الخدمات أيضا يعد وسيلة يمارسها الفارون من منازلهم، والذين احتضنهم الجنوب كجيران واشقاء العروبة كي يوافق المجلس الانتقالي الجنوبي على تقديم ثروات الجنوب والتي تعد كما قالت هيئة رئاسة المجلس في بيانها أنها ثروات سيادية وهي ملك لشعب الجنوبي وليس لأحد الحق في استخدامها أو وضعها محل جدل أو تنازل لإرضاء الحوثي ضمن أي محادثات سلام. فمن يريد أن يعقد سلام مع الحوثي لينهي الحرب عليه أن يقدم ثرواته الخاصة وآلا يعطي لأحد حق شعب الجنوب (عطاء من لا يملك لمن لا يستحق)”.
-حرب اضعاف وإنهاك
بينما يردف أ. الموس:” لا يخفى على المراقب الفطن ان الجنوب يتعرض لما يمكن ان نسميه حرب اضعاف أو إنهاك من قبل أطراف متعددة، والخدمات بشكل عام تمثل جزء من هذه الحرب إلى جانب الحرب في المعيشة من خلال تآكل القدرة الشرائية للأجور التي ألتهم التضخم 80% من قوتها الشرائية”.
-نهب واستنزاف
ويؤكد د. العاقل قائلاً:” أنها ضغوطات ترمي إلى اجبار المجلس الانتقالي واستسلامه لمطالب قوى الهيمنة والاستبداد من نهب واستنزاف موارد الثروة النفطية والغاز المسال لصالح مليشيات الحوثي الإرهابية لدفع رواتبهم بصورة غير مشروعة”.
-رسائل مهمة واستراتيجية
وعن قراءة شعب الجنوب لمواقف رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الثابتة ودلالاتها، الإعلامي عزالدين يقول:” حقيقة كانت للرسائل التي بعثتها هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي في اجتماعها الأخير والتي أكدت أن موارد وثروات الجنوب حق سيادي لأبنائه أهمية واستراتيجية من حيث الزمان وظروف المرحلة، وهي مرحلة صعيبة اشتدت فيها وتنوعت وسائل الحرب ضد شعبنا الجنوبي، وفي مرحلة حساسة كانت تتطلب موقف سياسي من قيادتنا في المجلس الانتقالي وهو الموقف الذي يمثل كل جنوبي، ويؤكد عليه بأن الجنوب وبموارده وثرواته حق سيادي وسياجي بنفس الوقت لا يمكن أن يسمح شعبنا في الجنوب بمجرد اللعب والتلاعب بهما، بنظري موقف حازم من هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي كان ينتظره شعبنا الجنوبي في ظل ما يشهده الجنوب من مؤامرات ومخططات لضرب شعبنا”.
-السيادة خطوط حمراء
ويؤكد الحقوقي بافقير قائلا:” موقف رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي هذا هو موقف غالبية الشعب الجنوبي وما المجلس الانتقالي إلا مفوض عن هذا الشعب الذي لن يفرط عن أرضه وثرواته السيادية وأي مواقف لا تلبي تطلعات الشعب الجنوبي في استعادة دولته كاملة السيادة سوف ترفض ولن يقبلها شعب الجنوب سواء كانت هذه المواقف من الداخل أو الخارج، وكل ما يتعلق بالسيادة من ثروات الجنوب أو أرضه أو حقوقه هي خطوط حمراء عند شعبنا الجنوبي ولا يمكن أن تكون من ضمن أورق أو ملفات المفاوضات مع الحوثيين”.
-الاعتراف بحق شعب الجنوب
ويقول د. العاقل :” رسالة شعب الجنوب العربي إلى المجتمعين الإقليمي والدولي هي: أن شعبنا الجنوبي يرفض رفضاً قاطعاً كل أساليب الضغط السياسية والهيمنة الاقتصادية على موارد أراضيه وثرواته السيادية تحت أي مبررات أو مزاعم تتناقض وتتعارض مع أهدافه السياسية العادلة، كما يُعبر للرأي العام الإقليمي والدولي عن إصراره المطلق في مناشدة دول العالم بالاعتراف الرسمي والعلني بحق شعبنا الجنوبي في استعادة دولته الجنوبية كاملة السيادة بحدودها السياسية والتاريخية لما قبل عام 1990م والموثقة في سجلات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي”.
-رفض الضغوط السياسية
ويضيف أ. الموس:” المجلس الانتقالي الجنوبي هو الأداة السياسية الجنوبية للمشروع الوطني الجنوبي المتمثل في التحرير والاستقلال بوصف الانتقالي هو الإطار الجنوبي الأوسع في الجغرافيا الجنوبية وتمثل فيه مختلف قوى الطيف السياسي الجنوبي، ويعمل على توسيع هذا الطيف من خلال استمرار الحوار الجنوبي. ويحاول البعض اخراج المجلس عن هدفه الاساسي الذي يمثله، لكن ذلك لن ينطلي على الانتقالي ولا على الحركة الوطنية الجنوبية ولا الحاضنة الشعبية الجنوبية التي تلتف حوله”.
-ثروات الجنوب لن تكون إلا للجنوبيين
بدورها أ. امتثال تؤكد قائلة:” رسالتي للإقليم والعالم .. أنتم تدَّعون أنكم مع الحقوق والحريات وتدعون أن أولى اولوياتكم حقوق الإنسان وحتى الحيوان سؤالي لهم أين أنتم من حرية الشعب الجنوبي لم نكن جزء من اليمن إلا بعد عام 1990م ومواثيقكم تنص على آلا وحدة بالإجبار. انتظرنا عدلكم وانصافكم منذ اجتياح أرضنا في العام 1994م ولم تعيرونا اهتمامكم، خرجنا سلميين ثمان سنوات وقوبلنا بالرصاص الحي على مرأى ومسمع العالم وظل عالمكم الحر متفرجاً، اًجتيح الجنوب في 2015م وأنتم صامتون بقينا ننتظر الطريق الآمن حتى لا نخسر مزيدا من ابنائنا شهداء، ثمان سنوات اخرى ومازال الصمت يخيم على قادة الحريات نموت حراً وعطشاً وجوعاً يومياً، وانتم متفرجون ولو أننا خرجنا نطالب مجلسنا أن يأتي لنا بحقوقنا لقلتم عنهم مليشيات متمردة، ومع هذا سنقولها بملء أفواهنا يا قادتنا يا رئيسنا يا عيدروسنا شعبك يئن حراً وعطشاً وجوعاً فإلى متى ستبقى هكذا متفرج لن يشعر بنا أخي القائد أحدً سواك، لن ينصفنا من يأكل خيراتنا دولارات في دول المهجر، لن يشعر بألم الظلم الذي يقع على شعب الجنوب أحد سواك فمتى نراك تعلنها مدوية حقي وحق شعبي لن يكون إلا له ولن تكون ثروات الجنوب إلا لشعب الجنوب، فلهذا فوضاك لاستعادة الدولة والحفاظ على ثرواتها قلها ونحن معك سيدي الرئيس لكن ارجوك لا تصمت بعد الآن، لن نتنازل ولن ننسى دماء شهدائنا”.
-الاصطفاف والتصدي
ولمعرفة كيف يمكن التصدي لكل الهجمات الشعواء التي تحاك ضد المجلس الانتقالي وشعب الجنوب، يقول الحقوقي بافقير:” يجب على الجميع أن يصطف في خندق واحد ضد هذه الهجمات والتصدي لها، وكلما زاد وعي الشعب بأن الهدف الرئيسي من هذه الهجمات هو تنازل المجلس الانتقالي والشعب عن الثوابت الوطنية كلما زدنا قوة وصلابة في مواجهتها”.
-الالتفاف خلف رئيسنا
بينما يضيف الإعلامي عزالدين الشعيبي :” بمزيد من الاصطفاف والالتفاف أولا خلف قيادتنا السياسية في المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلة بالرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، الذين يخوضون مناورات قوية على الصعيد الميداني والسياسي والاقتصادي والمعيشي وفي ظل حرب خدمات ظروس تقدم عليها قوى معادية لعدن والجنوب؛ بهدف إرباك المشهد وإيجاد مساحة للعدو في تنفيذ مخططاته وأجنداته ومنها الميدانية، فالجنوب يشهد وضع حرب ميداني وجبهات القتال لا زالت ملتهبة وثمة محاولات مستميته للعدو، لمحاولة التقدم صوب الجنوب فيما تعمل قوى متمصلحة وشريكة للحوثي والإخوان المسلمين في خلخلة الداخل حتى يتسنى لهم تنفيذ أجنداتهم”.
مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى