منارة عدن/ د. مسعود عمشوش
إذا كانت البدايات الأولى للصحافة العربية بشكل عام تعود إلى مطلع القرن التاسع عشر فالصحافة النسائية لم تظهر في العالم العربي إلا في نهاية ذلك القرن، حينما أصدرت السيدة هند نوفل، شامية الأصل، مجلة (الفتاة) في مدينة الاسكندرية المصرية سنة 1892. وظهرت (العروس)، أول صحيفة نسائية سورية، في دمشق سنة 1910. ومع ذلك لم يشتد عود الصحافة النسائية العربية ولم وتزدهر إلا في النصف الثاني من القرن العشرين. وقد ارتبطت تلك البدايات بمطالبة المرأة بحقها في التعليم، وحقوقها السياسية والاجتماعية، التي سلبتها منها التقاليد الاجتماعية البعيدة عن الشريعة الإسلامية السمحاء.
وفي عدن أصدرت السيدة ماهية نجيب (ماهية محمد عمر جرجرة) مجلة (فتاة شمسان) الشهرية اعتباراً من شهر يناير 1960. وقد حظيت رئيسة التحرير ماهية نجيب باهتمام واسع، وكتب عنها عدد من المهتمين بتاريخ الصحافة اليمنية، بشكل خاص في صحيفة (14 أكتوبر) وبعض الصحف المحلية الأخرى. كما كرست لها الإعلامية نادرة عبد القدوس كتابا قيّما قام بنشره اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين سنة 2005، بعنوان (ماهية نجيب.. الريادة). وعلى الرغم من كثرة ما كتب عن هذه الصحافية الرائدة لاحظت أن تلك الكتابات لم تحاول تسليط الضوء على محتويات أعداد مجلة (فتاة شمسان) التي استمرت في الصدور إلى سنة 1966. لهذا سأحاول في هذه الورقة تسليط الضوء على اتجاهات النشر في تلك المجلة النسوية المتخصصة.
وقبل أن أدخل في تفاصيل ما كانت مجلة (فتاة شمسان) تنشره، أؤكد أن الطريقة التي اتبعتها المجلة في تبويب صفحاتها تتناسب تماما مع أهدافها وطبيعة جمهورها، أي النساء. فإضافة إلى الافتتاحية التي تغطي في الغالب معظم الجزء النصي من الصفحة الأولى، تتضمن (فتاة شمسان) عدداً من الأبواب الثابت، أهمها: أخبار المجتمع، وأحاديث فتاة شمسان، وجمالك سيدتي، ومن أجلك، ومنوعات، والمرأة في صحافتنا، ورسائل إلى المحررة، وصفحة الفن التي حملت أيضا أسماء أخرى مثل أخبار فنية وموسيقى، وفن وأدب وفن. وهناك أبواب غير ثابتة تظهر وتختفي، أو يتغير اسمها من حين لآخر، مثل ركن الطالبات، الذي أصبح ركن الفتيات. وهناك أبواب مؤقتة يتم اعتمادها لنشر مقالات لكاتب بعينه مثل اعرفي تاريخ بلادك الذي أوقفته المجلة لنشر كتابات المؤرخ حمزة لقمان. وهناك أبواب مهمة تظهر كذلك من حين لآخر، مثل خواطر، والأسرة العدنية، وشهيرات النساء، والمرأة في العالم الذي سلط الضوء على بعض النساء الشهيرات في العالم، لاسيما اللاتي حققن شيئا من النجاح السياسي، أو على بعض أوجه النشاط النسوي العالمي؛ فعدد أكتوبر 1963 مثلا يتضمن مقالة مترجمة بعنوان (فرقة نسائية كل أعضائها من مكفوفات البصر) بقلم آن كالفوت. وتغيب تماما من المجلة أخبار السياسة المحلية والرياضة. وبالمقابل تزخر المجلة بعدد كبير من الإعلانات التي يغطي بعضها صفحة كاملة.
الافتتاحيات:
في الافتتاحيات، تعبّر رئيسة التحرير عادة عن مواقفها تجاه الظروف التعليمية والاجتماعية والدينية التي تعيشها المرأة في عدن، وتتناول بإيجاز الموضوعات التي يتم التركيز عليها داخل المجلة، والمرتبطة بقضايا المرأة. ففي افتتاحية العدد الأول، مثلا، بعد أن تتحدث المحررة، تحت عنوان (تحية إلى القارئات والقراء)، عن طبيعة المجلة وأهدافها العامة، تدعو القارئات إلى المشاركة في التحرير، ودعمها بالمقالات المنسجمة مع تخصصها، وتكتب: “عزيزتي القارئة، أمامك الآن صحيفة (فتاة شمسان)، أول صحيفة نسائية في عدن والجزيرة العربية بأسرها، بل والخليج العربي والمغرب العربي، وذلك لأن الصحافة النسوية نادرة الوجود في هذه البلدان، وليس هذا غريبا، فالمرأة عندنا لا تزال في دور التقدم التدريجي الذي يحتاج إلى مجهود طويل لرفع مستواها الثقافي والعلمي والاجتماعي. هكذا كانت المرأة العربية الشقيقة في الجمهورية العربية المتحدة ولبنان وفلسطين وشرق الأردن والعراق. وقد أسهمت الصحافة النسائية في هذه البلدان العربية الشقيقة بنصيب وافر في إرغام الحكومات على إعطاء المرأة حقوقها، وتقديم الفرص لها لكسب الرزق الحلال، وفتح المدارس والجامعات لها حتى تتخرج مواطنة صالح مسؤولة تخدم بيتها وأطفالها ووطنها.. وبعد أيتها القارئة العزيزة، ويا حضرات القراء الكرام، هذه صحيفة فتاة شمسان التي سوف تكون لسان حال المرأة العربية في هذا الصقع من العالم، إنها صحيفة ستملأ الفراغ الذي تشعر به المرأة عندنا، مجلة سوف تقدم للمرأة أدق الأخبار، وأكثر المقالات تشويقا. وهذه المقالات سوف تختص بالنساء، لأن المرأة العربية عندنا في الوقت الحاضر لا تزال بحاجة إلى التوجيه المستمر والتعليم والثقافة.. وإدارة صحيفة فتاة شمسان ترحب بمقالات الزميلات وإنتاجهن على شرط أن تكون في حدود الموضوعات التي خصصتها هذه الصحيفة النسائية، والتي من أجلها تقدمنا بالأذن بإصدارها في هذا الوطن العزيز”.
ومن الواضح أن قضايا تعليم الفتاة قد حظيت بنصب الأسد في افتتاحيات (فتاة شمسان)؛ ففي افتتاحية العدد السادس من السنة الأولى 1960، التي تحمل عنوان (تعليم البنت)، طالبت المحررة برفع مستوى التعليم والتدريب للبنات في عدن ليصل إلى المستوى المخصص للأولاد، وأكدت أن ” تدريب المعلمات يجب أن يصل إلى مستوى تدريب المعلمين حتى تُؤهِّل المعلمة العدنية نفسها لإجازات علمية في بريطانيا. ونحن مسرورون أن خبيرة تعليم الفتاة في وزارة المستعمرات قد ايّدتنا في هذا الرأي، ولكننا نأمل في المستقبل أن يتساوى المستوى حتى تتاح لها الفرصة للتدريب العالي في بريطانيا”.
وفي بعض الافتتاحيات، تتناول ماهية نجيب الموضوعات المرتبطة بالظرف الزمني للإصدار؛ ففي افتتاحية شهر أكتوبر من سنة 1963، (العودة إلى المدرسة)، مثلا، تنتهز المحررة بداية الفصل الدراسي الرابع، التي كانت حينذاك تقع في شهر أكتوبر، لتدعو الأمهات إلى الاهتمام برعاية بناتهن وأبنائهن وتمكينهم من التميّز الدراسي، وتنهي الافتتاحية على النحو الآتي: “إن مسؤولية جميع الأمهات الاهتمام بهذه المرحلة الدراسية الخطيرة وحثِّ أبنائهن وبناتهن على بذل الجهود اللازمة لتحقيق آمالهن، وذلك بتهيئة الجو المناسب للدراسة في البيت وملاحظة تقدم أطفالهن، ولفت انتباههم إلى أهمية هذا الفصل، ويغرسن في أذهانهم وعقولهم أن الدراسة والفهم والثقافة هي أسلحة كل فرد في المجتمع، يشق بها طريقه في الحياة، وأن بلادهم ووطنهم يحتاجان إلى علمهم ليرتفع إلى مستوى الشعوب المتحضرة”.
التصدي للمتحفظين على حرية المرأة:
من المعلوم أن هناك عددا من الأصوات قد ارتفعت في بعض وسائل الإعلام وفي منابر المساجد لتعبر عن معارضتها لظهور مجلة نسائية في عدن. وبما أنها مجلة تعنى بشؤون المرأة فقد أخذت (فتاة شمسان) على عاتقها مهمة الدفاع عن نفسها وعن المرأة، وطرحت بصراحة وجرأة مختلف قضاياها، ليس في الافتتاحيات فقط بل كذلك داخل أبوابها المختلفة. ومن أجل تحقيق أهدافها حرصت على استكتاب عددٍ من أبرز الصحفيين والكتاب في عدن، مثل محمد علي باشراحيل وعلي عوض بامطرف، ومحسن علي بن بريك. وأجرت كذلك عددا من اللقاءات مع بعض المسؤولين ورجال الدين. فعدد شهر فبراير 1962 مثلا، تضمن مقابلة أجرتها المجلة مع العلامة محمد سالم البيحاني، ناقشته فيها حول العديد من القضايا الساخنة حينذاك والمرتبطة بالمرأة، مثل حق المرأة في التعليم والترشح لانتخابات المجلس التشريعي، والمساواة بين الرجل والمرأة، وتحديد النسل، والحجاب والسفور.
ويتضمن عدد شهر أكتوبر للسنة الرابعة 1963، مقالة طويلة بعنوان (الدين حياة وانطلاق لا جمود)، يرد فيها الصحفي محسن علي بن بريك على رجال الدين “الرجعيين” الذين يتحفظون على تعليم البنت، وحقها في العمل والانتخابات، وقد اختتم بن بريك مقالته قائلا: “إن صفة الحياة التطور، والمرأة ستظفر بحقوقها كاملة. لا شك في ذلك، شاء رجال الدين أو رفضوا. وستقف مع شريك الحياة حتى يجتمع شملهما، ولكن ذلك متروك لعامل الزمن، والأحرى بالمعارضين أن يوفروا على أنفسهم خداعنا بالقول، وهو قول عقيم. رجاء خاص إلى رجال الفضائل، ونسألهم باسم الدين والمصحف الشريف: أي آية تقول حُرِّم على المرأة الاشتراك في الانتخاب؟ أو حرام على المرأة أن تتعلم لتبني جيلا يدرك واجباته ومسؤولياته؟”.
وفي باب (خواطر)، في عدد شهر مارس 1961، نشرت المجلة مقالة لصفاء علي، إحدى القارئات، التي ترفع صوتها للدفاع عن المرأة في عدن ضد ظاهرة تعدد الزوجات، وتعسف المحاكم، والحملات الإعلامية التي تُشن ضدها في المساجد ووسائل الاعلام المختلفة، وتكتب: “شيء واحد أريد أن أهمس به لرجال الدين وأئمة المساجد وهو أن مثل تلك الحملات التي تذاع بعضها تجعل المستمعين في الداخل والخارج يتصورون أن المرأة العدنية عاهرة لا حياء لها ولا شرف، ونحن نعلم علم اليقين بأن العدنية زوجة وفية وأم حنون وأخت شريفة لا يجوز لأحد أن يشتمها في عرضها ويتهمها بما ليس فيها”.
وحتى باب (المرأة في صحافتنا) تمّ توظيفه للدفاع عن قضايا المرأة المختلفة. ففي عدد شهر أكتوبر 1963 كرس هذا الباب لإعادة نشر مقالة (الحجاب الحقيقي) الذي كان أحمد شريف الرفاعي قد نشره في مجلة (اليقظة)، وكتب فيها “إن المناقشات البيزنطية بين أنصار السفور وأنصار الحجاب في الماضي، والكلام المثير الذي يتلفظ به بعض أعداء التطور، لا يمكن أبدا أن يخدم قضية المرأة. فالقضية لم تكن أبدا قضية الحجاب الذي ترتديه المرأة، ولكن قضية حجاب آخر لا تراه العيون، وأعني به حجاب الجهل الذي تعيش فيه المرأة. هذا الحجاب هو الذي كان يجب أن يتمزق في الماضي لأنه هو الأصل في المشكلة، أما الحجاب الآخر فهو ليس سوى مجرد رمز، مجر غشاء أو ظل للمشكلة الأصل. وحين ازداد الإقبال على مدارس البنات، وحين ارتفعت نسبة المتعلمات، وترتفع عاما بعد عام، عندئذ سوق يتمزق الحجاب الظل.. وفي بلادنا اليوم يختفي ذلك الحجاب الكثيف الذي يغلف المرأة من قمة الرأس إلى أخمص القدم، ويحل محله الحجاب الخفيف، كأنه قشرة أو غلاف شفاف. ولو أن امرأة فكرت في ارتداء هذا الحجاب الخفيف الشائع الاستعمال اليوم، لو أن امرأة في الماضي فكرت ولو مرة في الخروج في الشارع بمثل هذا الحجاب فأن القيامة كانت ستقوم، وسيطلب حماة التزمت أن ترجم كما ترجم الزانية، وأن تقطع أوصالها للطيور عبرةً وعظةً. والزمن الذي يرفع فيه الحجاب الثقيل (الشيذر) ليحل محله الحجاب الضفاف (البالطو)، هذا الزمن سوف ترفع فيه جميع الأحجبة وإلى الأبد”.
غياب الأخبار السياسية:
لقد التزمت مجلة (فتاة شمسان) بعدم التطرق للأخبار السياسية في عدن. ولم تفصح المجلة عن أي موقف سياسي تجاه ما كان يعتمل في عدن من جدل ونقاش بين الأحزاب العاملة في المدينة حينذاك. ومع ذلك، إذا كانت (فتاة شمسان) قد تجنبت نشر الأخبار السياسية المرتبطة بعدن فهي لم تخلو من المطالبة بإشراك المرأة في الحياة البرلمانية والسياسية بشكل عام. وقد تضمن عدد شهر أكتوبر لسنة 1961 مقالا بعنوان (المرأة والسياسة) كتبه محمد عبده طني، دعا فيه المرأة إلى الاهتمام بما يعتمل حولها من أحداث سياسية لتستطيع المشاركة في الحياة السياسية بل والعسكرية. وتضمن العدد الأول من السنة الثالثة 1962 مربعا توعويا يحتوي على النداء الآتي: “أيتها المرأة العدنية العربية لا تتهاوني بحقوقك السياسية المشروعة، يجب أن تطالبي بحقوقك الانتخابية، إن بلادك مقبلة على تطور دستوري وحكم وطني. أيتها المرأة إن زمان الذل قد ولى وانقضى”.
الحياة الأسرية والمنزلية في فتاة شمسان:
وكرست (فتاة شمسان) بابا لعرض جوانب الحياة الأسرية والمنزلية الخاصة بالمرأة: (أحاديث فتاة شمسان). وقد تضمن هذا الباب – في العدد العاشر لسنة 1963- مناقشة الكيفية التي ينبغي على الفتاة المتعلمة اتباعها في مواجهة متطلبات الحياة الزوجية، ومسألة تحديد النسل، وكيفية تدبير ميزانية البيت بدون إرهاق، والتوفيق بين العمل و”نداء الأنوثة”. وتناول الباب قضية حرية المرأة في اتخاذ قراراها، وما تنفقه في شراء ملابسها.
ومثل معظم المجلات النسائية تضمنت (فتاة شمسان) أبوابا خاصة بصحة المرأة وطفلها، وجمالها، والموضة. ومن أهم هذه الأبواب: من أجلك، وجمالك سيدتي، اللذان يتضمنان في الغالب مقالات مترجمة ولا تحمل اسم الكاتب. وقد كرس هذا الباب الأخير مقالا – لم يذكر اسم كاتبته- يتناول (التجاعيد إشارة على ذبول الشباب)، ويقدم للمرأة النصائح اللازمة للتخلص من تجاعيد وجهها. وفي باب (من أجلك) نعثر على أخبار الموضة بأنواعها؛ ففي عدد أكتوبر 1963 يحتوي هذا الباب على مقال عن موضة الكعب العالي، يبدأ على النحو الآتي: “انتشرت موضة الأحذية النسائية ذات الكعاب العالية مدببة الرؤوس انتشارا كبيرا بين السيدات خلال السنوات الأخيرة. ورحن يقبلن على حملها لأجل الزيادة في أناقة سيقانهن. غير أنه كان لهذه الموضة الجديدة تأثير مريع، وراحت تشكو منها ربات البيوت ورؤساء مكاتب العمل ومديرو مدارس البنات العليا في ألمانيا الاتحادية…”.
الأدب والفن في (فتاة شمسان):
في صفحة (أدب وفن) نشرت (فتاة شمسان) عددا من القصص القصيرة كتبتها بنات من عدن ومحمياتها وتعز، مثل هند بن بريك وفطوم شوالة وفوزية عمر ولولة أحمد سعيد ونجاة محمد عبادي. وفي سنتها الأولى نظمت المجلة مسابقة للقصة القصيرة كلفت الأديبين أحمد شريف الرفاعي وحمزة علي لقمان للإشراف عليها، وقد فازت بالمرتبة الألى فيها هند بن بريك.
أما (صفحة الفن) فقد تضمنت فقرات تقديمية ونقدية يحررها طه أمان، وقد تناول فيها ما تقدمه إذاعة عدن من برامج يومية. واحتوت الصفحة على عمود يتابع أخبار الفن والفنانين في عدن. كما دأبت الصفحة على نشر كلمات الأغاني التي كانت إذاعة عدن تسجيلها حينذاك؛ فعدد شهر أكتوبر 1963، مثلا، تضمن كلمات أغنية (لا متى تضحك)، التي كتب كلماتها الأمير صالح مهدي، ولحنها وغناها الفنان محمد عبده زيدي.
أخبار المجتمع:
أما باب أخبار المجتمع فقد كرسته (فتاة شمسان) لرصد بعض الأحداث الاجتماعية الخاصة بالعائلات الميسورة في عدن فقط، كالزيجات والخطوبة والولادات والسفر والعودة من السفر. ففي العدد العاشر لسنة 1963 تضمن الباب ما يأتي: “تمّ عقد قران الآنسة علي محمد ناصر على الشاب محمد أحمد حاجب وعقبال للزفاف. كما تم قران الآنسة اسمهان بيحاني على الشاب عيدروس باهارون. ورزقت السيدة بركة فاروق لقمان بمولود اسمته الظافر، مبروك ومزيدا من البنين والبنات..”. وقد أشارت نادرة عبد القدوس في كتابها (ماهية نجيب.. الريادة) إلى أن (فتاة شمسان) قد التزمت بنشر المقالات والأخبار الاجتماعية الشيقة، “إلا أنها اهتمت بأدق أخبار المجتمع النسائي العدني الارستقراطي التي لا تهم القارئ والقارئة العاديين في شيء. وظلت المجلة ترصد تحركات ونشاطات بعض الشخصيات المنتمية إلى الطبقات الغنية والبارزة سياسيا واجتماعيا في جل أعدادها تقريبا”. ص63-64
وحتى الإعلانات في مجلة (فتاة شمسان)، أعطيت لها صبغة نسائية واضحة. وفي الغالب لا تنشر المجلة إلا الإعلانات المرتبطة بالسلع التي تهم المرأة، مثل تلك التي تروج لمكائن الخياطة والمكانس الكهربائية والغسالات والأفران. إلا أنها احتوت كذلك على إعلانات للسيارات وشركات الطيران والمشروبات الغازية والساعات. ويتضمن العدد العاشر لسنة 1963 إعلانا ترويجيا لأحد فنادق الضالع، وهذا نصه “اختاري أجمل بقعة في بلادك: الضالع. هواء عليل صحي منعش لقضاء أجمل فترات الراحة وإجازتك، وتمتعي بالهواء البارد المنعش. تسهيلات خاصة للنساء”.
زر الذهاب إلى الأعلى