منارة عدن/ محمد سعد الردفاني
تعد الحوطة عاصمة محافظة لحج من أقدم المدن التاريخية في الجنوب وقد شهدت منذ عهد سلطنة العبادل نهضة في الجانب العلمي، والتعليمي ، وبعد الاستقلال انتشر ابنائها ،يحملون راية العلم والمعرفة كمعلمين في كل ارياف محافظة لحج المتباعدة،ولا زالت الحوطة ولادة بالكفاءات العلمية في مختلف المجالات، العلمية والعسكرية والامنية، غير إننا لم نلاحظ الاهتمام من قبل السلطات الحالية في المحافظة أو الحكومة الاهتمام بابناء الحوطة الأصيلة أو غيرهم من الكفاءات.
ولعلي اتذكر هنا انموذجا هو أحد القيادات الامنية الشابة ذات الكفاءة العلمية والعملية النقيب عماد محمد عوض اليماني أحد اوائل كلية الشرطة
والذي تم تكليفه من قبل المرحوم صالح السيد مديرا لشرطة المدينة الخضراء في أكتوبر 2021 م.
ورغم الإنجازات الكبيرة التي حققها هذا الشاب في أمن المدينة الخضراء وخلال فترة وجيزة إلا أنه وبعد نحو عام تقريبا ، تم تغيير النقيب عماد اليماني ، ولم تشفع له كل الإنجازات الأمنية التي حققها، في أمن الخضراء.
اي ان المكافئة على التي حصل عليها نظير تفانيه في عمله هو تغييره، أسوة بكثير من أبناء المحروسة الحوطة وهذا بالتأكيد كان له تأثير سلبي ليس على أبناء حوطة لحج، بل وعلى كل من عرف هذا الضابط الأمني أو تعامل معه.
ولذا فإننا لا نعلم لماذا يتم استهداف الكفاءات الشابة المتخصصة، وهي الثمرة التي يجب أن نحافظ عليها إذا أردنا بالفعل أن نخطوا خطوات نحو ترسيخ مداميك الدولة التي ننتظرها.
وهنا أوجه رسالة إلى قائد المسيرة في محافظة لحج المحافظ اللواء أحمد التركي، ان لا تعملوا أبناء الحوطة الشرفاء ، فهم قادرون على أن يكونوا في الصف الأول لاستعادة النهضة لهذه المحافظة العريقة.
وما ذكرته عن الضابط عماد اليماني هو نموذج فقط يمثل أبناء هذه المدينة العريقة ( الحوطة) التي تعد رمز اصيل يعتز فيه كل من ينتمي إلى لحج.
ولذلك كان لابد أن نذكر بعض ما حققه النموذج الضابط عماد اليماني خلال الفترة الوجيزة التي تولى فيها مدير لشرطة المدينة الخضراء.
فقد استطاع وخلال فترة وجيزة من استعادة هيبة الأمن في المدينة الخضراء من خلال جملة من الأعمال منها:
أولا : نجح النقيب عماد بعمل تنظيم إداري لقسم الشرطة في المدينة من خلال الالتزام بالضوابط الأمنية لرجل الشرطة من حيث ارتداء الزي الرسمي الخاص برجل الأمن والحضور وتبادل النوبات، والتعامل مع البلاغات وتنظيم الارشيف الاداري والبحثي للقسم وتوفير منظومة طاقة متكاملة لمبنى الأمن فانتشل بذلك الوضع المتردي الذي كان عليه قسم الشرطة ليصبح أكثر نظام وفاعليه وتدب فيه الحياة من جديد.
ثانيا: استطاع هذا الشاب ان يخلق شراكة فاعلة مع القيادة المحلية للمركز الانتقالي في المدينة الخضراء، وهو بذلك يعد اول مركز أمني يخلق هذه الشراكة الحقيقية، مع مركز من المراكز الانتقالي المنتشرة في عامة ارض الجنوب.
ليس ذلك فحسب بل استطاع النقيب عماد كذلك من خلق علاقات مع العديد من الشخصيات الاجتماعية والأمنية في المدينة وخارجها.
ثالثا: استطاع قسم شرطة المدينة الخضراء بقيادة النقيب عماد من اكتشاف أكبر الخلايا الموزع للحشيش، وتم ضبط عناصرها وبحوزتهم ستة كيلو من الحشيش في احدى فلل الخضراء.
ثالثا: تمكن قسم شرطة المدينة الخضراء ومع النقيب عماد من حل الكثير من المشاكل المختلفة، والتي عجز الكثيرون عن فك عقدها، طوال سنوات مضت.
رابعا: منذ تولي النقيب عماد اليماني إدارة أمن المدينة الخضراء اصبحت الادارة قبلة للمظلومين، بعد ان وجدوا العدالة وحسن التعامل، والخلق القويم بقسم المدينة الخضراء ادارة وضباطا وجنود.
خامسا: اراد المرجفون من عصابات المافيا والمخدرات التخلص من هذا الكابوس المسمى النقيب عماد، فوضعوا له كمين اصيب على اثره هو وبعض جنوده، لكن ذلك لم يزده إلا حماسا وقوة لمواجهة مثل هذه العصابات القذرة التي عاثت في الارض فسادا.
والجدير ذكره أن هذا الضابط كان قد حصل على تكريم خاص من سيادة اللواء احمد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية الجنوبية.
ولذا وجب الحرص على مثل هذه الكفاءات الشابة والمتخصصة وهذا بالتأكيد يأتي من الحرص على وضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
زر الذهاب إلى الأعلى