منارة عدن/ العرب اللندنية
يواجه المجلس الانتقالي اختبارا صعبا في حضرموت مع تحرك القوى المناوئة له لسحب البساط منه في المحافظة الجنوبية الغنية بالنفط، ويراهن المجلس على دعم سكان حضرموت له في هذا الاختبار، وهو ما يفسر اهتمامه اللافت بإنجاح ذكرى يوم الأرض.
يستعد المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم الجمعة للاحتفال بما يسمى يوم الأرض الجنوبي في حضرموت، في خطوة لا تخلو من رغبة في استعراض القوة أمام القوى المعارضة لضم المحافظة الجنوبية إلى مشروع دولة فيدرالية في جنوب اليمن.
ويعتقد مراقبون أن الحضور الشعبي في هذا الاحتفال سيكون بمثابة استفتاء على مدى التفاف سكان حضرموت حول المجلس الانتقالي، وما يتعرض له من محاولات لتحجيمه في المحافظة، وآخرها الأنباء التي تتحدث عن توجه لتفكيك قوات النخبة الحضرمية.
ويشحذ المجلس الانتقالي كل طاقته وإمكانياته لإنجاح الحدث الذي يهدف في جوهره إلى إحياء ذكرى 7 يوليو 1994 التي جرى فيها تكريس الوحدة اليمنية بالقوة والدم في ذلك العام.
وأقر المجلس الانتقالي الاحتفال بيوم الأرض الجنوبي في العام 2021، واحتفل به في ذلك العام في محافظتي حضرموت والمهرة، في حين تجاوزه العام الماضي، ما يشير إلى أن إحيائه مجددا هذا العام لا يخلو من أبعاد سياسية، في علاقة بالتجاذب الحاصل بين المكونات السياسية والقبلية على المحافظة الأكبر مساحة والأغنى بالثروات في اليمن.
ودعا ناصر الخبجي رئيس الهيئة السياسية العليا للمجلس الانتقالي الجنوبي ورئيس وفد التفاوض الجنوبي الخميس أبناء حضرموت إلى الخروج في أوسع مشاركة لإحياء الذكرى.
وقال إننا في مثل هذه المناسبة التاريخية، نوجه الدعوة إلى أبناء حضرموت عامة والساحل والوادي خاصة إلى المشاركة الإيجابية الفاعلة، والحضور في الحشد العظيم الجمعة، وذلك للتعبير عن حالة الرفض لاستمرار الاحتلال العسكري في وادي حضرموت من قبل قوات المنطقة العسكرية الأولى.
الاهتمام اللافت للانتقالي بإحياء الذكرى في حضرموت على وجه التحديد هو رد غير مباشر على خطوة تشكيل “المجلس الوطني الحضرمي”.
وأضاف الخبجي في خطاب موجه إلى الحضرميين نشدُ على أياديكم من أجل وحدة الصف وتعزيز اللُحمة والترابط الجنوبي لحماية الأرض والعرض والدين والوقوف ضد كل دعوات التجزئة، ومشاريع التمزيق وخلق الفتن بين أبناء حضرموت خاصة، والجنوب عامة.
وعلق على الذكرى قائلا لقد مثّل يوم الأرض في الجنوب الموافق لـ7 يوليو (سقوط مشروع الوحدة المشؤومة)، الذي ارتكبت فيه أبشع الجرائم في حرب صيف 1994 ضد الجنوب أرضاً وإنساناً، من قبل تحالف ما يسمى الشرعية آنذاك، المتمثل في حزب المؤتمر الشعبي العام، وحزب التجمع اليمني للإصلاح (تيار الإخوان المسلمين)، والقوى التقليدية القبلية المتحالفة معهم، والتنظيمات الإرهابية، والمجاهدين الأفغان العرب، يوماً تاريخياً لن تمحوه الأيام والسنون من ذاكرة أجيالنا، جيلاً بعد جيل، وجرائم لن تسقط بالتقادم على مر الأجيال، تستمد شرعيتها وقانونيتها من المواثيق والقوانين الدولية، لن تمحوها متغيرات الزمن، وتحالفات الضرورة المؤقتة.
وجدد القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي تأكيده على استمرار جرائم وسياسات وعبث تلك القوى حيث اعتبر أن تلك الجرائم مازالت مستمرة على الجنوب حتى اللحظة، وتتجلى من خلال استهداف الشعب ومتطلبات الحياة اليومية والخدمات.
ويرى مراقبون أن عمليات التحشيد الجارية لإحياء ذكرى يوم الأرض الجنوبي هو في جانب منه تفاعل مع التطورات التي أعقبت نجاح الانتقالي في تنظيم لقاء تشاوري في عدن والذي رسم ملامح استعادة دولة الجنوب.
ويشير المراقبون إلى أن الاهتمام اللافت للانتقالي بإحياء الذكرى في حضرموت على وجه التحديد هو رد غير مباشر على خطوة تشكيل المجلس الوطني الحضرمي وعلى الزيارة التي قام بها رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي حاملا معه حزمة من المشاريع التنموية والخدماتية لأبناء حضرموت ممولة من قبل المملكة العربية السعودية.
وأعلن العليمي خلال الزيارة التي استمرت ستة أيام عن مشروع لإدارة ذاتية لحضرموت يعتقد أن المجلس الوطني المشكل حديثا هو من سيتولاها.
وأعلن في يونيو الماضي في الرياض عن تشكيل مجلس حضرموت الوطني بعد مفاوضات استمرت أسابيع برعاية سعودية وبحضور قيادات قبلية وسياسية حضرمية، غاب عنها قياديو المجلس الانتقالي المنتمون إلى حضرموت وعلى رأسهم فرج البحسني عضو مجلس القيادة الرئاسي ونائب رئيس المجلس الانتقالي.
وبدا أن الهدف من تشكيل المجلس الحضرمي هو سحب البساط من المجلس الانتقالي الذي صرح رئيسه عيدروس الزبيدي مؤخرا بأنه لا مشكلة له مع هذا المجلس، الذي لا يعرف بعد أهدافه ولم يطلع على مضامين تشكيله.
وكان تصريح الزبيدي دبلوماسيا جدّا فيما بدا رغبة منه في تجنب أي صدام مع السعودية، لكن مراقبين يرون أن المجلس الانتقالي لن يستسلم لمحاولات سلخ حضرموت عن مشروع الدولة الفيدرالية التي ينشدها في الجنوب.
ورفضت الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة حضرموت الخميس عودة أي قوات يمنية لحماية القصر الرئاسي في المكلا.
ودعت الهيئة أبناء المحافظة إلى التصدي لمحاولات تفكيك قوات النخبة الحضرمية ومنافستها في صلاحياتها الأمنية، مشيرة إلى نجاحاتها وإثباتها جدارتها في أداء مهامها بفرض الأمن والاستقرار، بعدما طهرت مديريات الساحل من فلول الإرهاب.
وحذرت الهيئة من أسمتهم بـ العابثين بأمن حضرموت، من مغبة التمادي في خدمة أجندة قوى الاحتلال اليمني وإعادتها من الباب الخلفي ، مؤكدة أن حضرموت بعد تأسيس قوات النخبة، لا تخضع لإملاءات.
زر الذهاب إلى الأعلى