تمثل الألغام البحرية التي نشرتها ميليشيا الحوثي أحد أهم العوائق التي تواجه عملية إنقاذ خزان “صافر” العائم قبالة سواحل محافظة الحديدة، غرب اليمن.
وعلى مدى السنوات الماضية نشرت الميليشيات الحوثية الآلاف من الألغام العائمة في مياه البحر الأحمر ضمن مخططاتها الإرهابية الرامية إلى تهديد الممر الملاحي وإيقاف الحركة التجارية عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر.
وخلال السنوات الماضية تمكنت الفرق الهندسية البحري اليمنية من انتشال 3452 لغما بحريا في الشواطئ ومحيط عدد من الجزر اليمنية بالبحر الأحمر؛ وتم تفكيك تلك الأجسام الخطيرة والتخلص منها في حين لا تزال هناك أعداد كبيرة متواجدة في البحر.
ويرسو الخزان العائم “صافر” على بعد حوالي 4.8 ميل بحري قبالة ساحل محافظة الحديدة في اليمن. ويحمل ما يقدر بنحو 1.14 مليون برميل من النفط الخام الخفيف. ونتيجة لتهالك الخزان وعدم صيانته بسبب الحرب الحوثية، أصبح يمثل قنبلة موقوتة تهدد منطقة البحر الأحمر.
في 30 مايو الماضي، أعلنت الأمم المتحدة، عن وصول سفينة الدعم “إنديفور” إلى موقع خزان “صافر” في رأس عيسى، بمحافظة الحديدة، تمهيدا للبدء بصيانة الناقلة وتأمين عملية نقل النفط الخام المتواجد في الخزان إلى سفينة بديلة تُسمى “نوتيكا” ستصل لذات الموقع من سواحل جيبوتي.
ومع إعلان الأمم المتحدة، بدء أولى مراحل عملية إنقاذ خزان صافر النفطي أطلق المرصد اليمني للألغام تحذيرات متواصلة للتعريف بخطورة تلك الألغام البحرية على سفن الدعم والخزان العائم البديل الذي من المقرر أن يصل خلال الأيام القليلة القادمة.
وأكد المرصد أن جماعة الحوثي نشرت كميات كبيرة من الألغام البحرية متعددة الأحجام والأشكال والمهام في المياه اليمنية بالبحر الأحمر وعلى امتداد الشاطئ الغربي من باب المندب جنوبا إلى ميدي شمالا، وتسببت تلك الألغام في خروج مناطق اصطياد واسعة عن الإنتاج كان يقصدها الصيادون التقليديون.
وأضاف المرصد على لسان مديره التنفيذي فارس الحميري، أن كمية من تلك الألغام البحرية طفت في المياه اليمنية إلى المياه الإقليمية، وتسبب هذا التلوث بتصاعد المخاوف لدى الوكالات البحرية، الأمر الذي أدى إلى رفع التأمين على السفن التجارية التي تنقل البضائع والسلع، إضافة إلى المخاطر التي تواجه حركة الملاحة التجارية الدولية في البحر الأحمر.
وأكد أن هناك مخاطر كبيرة من نشر الحوثيين ألغاما بحرية على مقربة من خزان صافر المتهالك والذي تعمل الأمم المتحدة حاليا على محاولة إنقاذه داعيا الفرق الفنية العاملة في المنطقة إلى أخذ الحيطة تجنبا لوقوع أي كارثة ووضع آليات مراقبة مستمرة خاصة وأن بعض الألغام البحرية التي تم نشرها متحركة.
وأشار الحميري إلى أن معظم الألغام البحرية تم تصنيعها محليا حيث استخدم الحوثيون سخانات المياه وإسطوانات الغاز وأوعية حديدية مختلفة وتم تعبئة تلك الأجسام بمواد شديدة الانفجار بعض هذه الألغام اعتراضية وأخرى صوتية وألغام بحرية ذات حساسية شديدة إضافة إلى ألغام تعمل بالأشعة وبتقنيات متنوعة.
ودعا مدير المرصد اليمني للألغام إلى دعم الفرق الهندسية البحرية لمواصلة عملها خاصة وأنها تفتقر إلى أجهزة استكشاف متطورة وآلات رصد دقيقة ووسائل التدمير والتفجير والتخلص من هذا التلوث كما تفتقر أيضا إلى المعدات الأساسية وأدوات السلامة اللازمة.
وأكد أن جماعة الحوثي استخدمت الألغام البحرية كسلاح فتاك في حربها ضد اليمنيين، وأنها تشكل خطراً كبيراً على الأمن المائي والبيئي والإنساني.
وقدرت الأمم المتحدة ميزانية عملية إنقاذ الخزان صافر بما يعادل 144 مليون دولار ولكن سرعان ما ازدادت المبالغ المستحقة مع ارتفاع تكاليف ناقلات النفط العملاقة وجراء عوامل أخرى، لتصل ميزانية مرحلة الطوارئ الحالية إلى مجمل 129 مليون دولار وعلما أنه تم جمع مبلغ 99.6 مليون دولار بالفعل، مما يترك فجوة قدرها 29 مليون دولار.
زر الذهاب إلى الأعلى