مر على قناة عدن الفضائية الرسمية الجنوبية قرابة التسع سنوات وهي تعاني اغتصابها الثاني وتدميرها بعد حرب يوليو 1994 التي شهدت مرحلة إفراغ لتاريخها وإرشيفها السياسي والوثائقي والفني الجنوبي بفعل التبعية التي يفرضها عليهم واقع الحال حيث تمَ نقل مئات الأشرطة من أرشيف تلفزيون قناة عدن الرسمي بمختلف أحجامها وأنواعها في شاحنات إلى صنعاء بدعوى الجانب الفني على طريقة شغل العصابات وقطاع الطرق في صورة تؤكد عظمة هذا التأريخ الإرشيفي لتلفزيون عدن وأهميته على مدى مراحل المسيرة الوطنية ويعكس ما يشكله من قوة وصلابة يزرع الرعب في قلوب أعداءه ما جعلهم يحيكون حوله الدسائس لاختطافه وإعاقة نشاطه.
يعتبر عبد الغني الشميري رئيس قطاع الإذاعة والتلفزيون بعد حرب صيف 1994 المتهم الأول بنهب أرشيف تلفزيون عدن الرسمي الذي كلف بنقل إرشيف قناة عدن على متن شاحنات وإرسالها إلى صنعاء كنوع من نشوة المنتصر وإكمال الإجهاز على تأريخ وثقافة دولة الجنوب.
الكثير من الحلقات والبرامج الوثائقية والسياسية والمسلسلات المحلية والأغاني والسهرات الفنية التي بثت على بعض القنوات الفضائية – معظمها إخوانية – وبصورة دائمة تعود حقوقها لإرشيف قناة عدن منها على سبيل المثال أحداث 13 يناير 1986 في الجنوب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بثت على قناة الجزيرة القطرية في برنامج المتحري الذي أعده جمال المليكي والتي لاقت غضباً واستهجاناً في الجنوب كونها مشاهد ومواد فيلمية خاصة بأرشيف تلفزيون عدن الرسمي تعود ضمن المواد التي نُقلت أصولها إلى صنعاء بعد حرب 1994.
صارت قناة عدن الرسمية بعد احتلالها في 94م مطمعاً لكل ناهب لإرشيفها حيث كان رئيس إدارة قناة السعيدة الفضائية حامد الشميري شقيق عبد الغني الشميري متهما كذلك ببث مواد فيلمية خاصة بإرشيف تلفزيون عدن من سهرات فنية وأغاني وطنية ومسلسلات محلية تمَ الاستيلاء عليها بطرق عدة سواء تمت بتوجيهات رسمية أم بوسيلة السماسرة البيع والشراء.
بعد دخول القوات الغازية إلى عدن في يوليو 1994 عندما تمَ اقتحام مبنى الإذاعة والتلفزيون تمَ العبث بمحتوياتها وظلت الأشرطة مبعثرة في الطرقات بمدينة التواهي لأيام أمام عامة الناس وهو الشيء الذي حدث للإذاعة والتلفزيون لحظة اقتحام الحوثيين مدينة التواهي في 2015.
قرابة الشاحنتين نوع دينا التي تمَ نقل أرشيف تلفزيون عدن الرسمي على متنها من الأشرطة القديمة إلى أشرطة حديثة من محتويات مكتبة تلفزيون عدن التي تعد عقل وذاكرة وتاريخ الوطن بما تحتويه من كنوز لا تتوفر إلا في المكتبة ذاتها.
كانت ذريعة إرسال شاحنتين تحمل أشرطة من مكتبة تلفزيون عدن إلى تلفزيون صنعاء بتوجيهات وإملاءات من قيادات وجهات أمنية نافذة هو عملية نقلها إلى أشرطة حديثة وتجديدها والحفاظ عليها في أجواء باردة بعيدا الأجواء الحارة التي تتسبب بإتلافها إلا أن لغة الغدر كانت عنواناً وعدم إعادتها كان جواباً رغم بروز محاولة فردية لإعادة مواد تلفزيون عدن إلى عدن على شاحنتين تمَ اعتراضهما في جنوب صنعاء أواخر 2014 وتمت مصادرة حمولتين من قبل مليشيات الحوثي إلى جهة مجهولة.
-احداث 2011م
بعد أحداث 2011 تولى إدارة زمام تلفزيون قناة عدن أشخاص أدركوا ضعف الرقابة عليهم وانفلات الوضع أمامهم.. قيادة لم تعي مكانة قناة عدن وقيمتها التاريخية في الجزيرة والمنطقة العربية لم تستوعب أن إدارتها يتطلب رصيداً معرفياً بأسس وأبعاد ومتغيرات الاستحداث والتجديد وتعرضت قناة عدن في معقلها بمديرية التواهي لأسوأ صنوف القرصنة والسرقة والتدمير الممنهج فأستغل من تربع عليها ومن يعمل في عقلها ومركزها المكتبة التلفزيونية استغل من وظيفته حمايتها والحفاظ عليها النظر إليها على أنها فيد بعد حرب فعمد بعض القائمون عليها اتخاذ سبيل الاتجار بها وسيلة والارتزاق بإرث تأريخي وطني هدفاً فأعتمدوا طرق الدلالين والسماسرة لبيع أصول من الثروة الوطنية من الأشرطة من الأفلام الوثائقية والسينمائية والسيرات التاريخية والسهرات الفنية والأغاني الوطنية بعد نقلها على سيديهات وفلاشات وبيعها بألآف الدولارات لقنوات معظمها إخوانية تحارب استعادة دولة الجنوب وتشتغل ضده ويتم تعزيزها بإرشيف تلفزيون قناة عدن الصرح التأريخي.
هناك بعض ضعاف النفوس ممن ينتمون للمؤسسة الاعلامية تلفزيون عدن ومن مكتبتها أيضا من نقل مواد برامجية وإرشيفية سياسية ووثائقية وأغاني وطنية بمبالغ بالعملة الصعبة بألآف الدولارات لتعزيز بث قناة عدن بجدة وبعض القنوات الفضائية ليساهم في إطالة بقاءها في المنفى إتلاف إجهزتها جراء إهمالها دون صيانة ولإيصال إيحاء أن مبنى قناة عدن بعدن مجرد أطلال تسكنه الأشباح مما يؤكد عدم جدية عودة القناة واستمرار بثها من مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.
حفنة مارقة تتربح من القناة في جدة
غياب تلفزيون قناة عدن بعد تحرير مدينة عدن وتحرير أرضها وجعل قناة عدن مصادرة بجدة حكراً لمعظم من ليس له علاقة بها ومرتعاً ومتاعاً لحفنة مارقة يرتهنون بأساليبهم الدنيئة من مكر وخداع فاقدين أسس المهنية والمصداقية يخططون بدهاء الفاسد استنزاف البلد المضيف لإطالة أمد إقامة القناة خارج أرضها.. غيابها يسجل نكسة أخرى في حياتنا مما يجرنا إلى إشكالية غامضة نستفهم حولها لمصلحة من بقاء قناة عدن في عزلة خارج أرضها وبعيدة عن كوادرها ومن هي الجهة التي تدفع في هذا الاتجاه؟ وكم ستستمر الوعود تترا شهر يليه شهرا حتى يكتمل العام يتبعه آخر؟
-نهب همجي
عملية السلب والنهب والتخريب التي تعرض لها تلفزيون عدن سواءً كان بعد حرب 94م أم بعد أحداث 2011م إلى الغزوة الثانية في حرب 2015م لم نرى خلالها لجان تشكلت للتحقيق أو قرارات تضمنت المحاسبة بل ما نجده هو مكافأة البعض ممن اشتركوا في نهب الإذاعة والتلفزيون وتكليفهم بمناصب حساسة.
يجب اليوم البدأ مرحلة جديدة في المحاسبة واستعادة الحق بمعاقبة من ارتكب جريمة بحق إرشيف تلفزيون قناة عدن وأن نفتح قضية المساءلة القضائية وتفعيل دور الرقابة الادارية التي تميع دورها ومحاسبة كل من عبث بإرشيف تلفزيون قناة عدن.
-مطالبات فتح قناة عدن
في خضم كل ذلك موظفو القناة الرئيس اعيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي من يملك القرار بإستعادة دولة الجنوب بإعادة بث تلفزيون قناة عدن من العاصمة عدن ومن مبناها بمدينة التواهي وتشغيلها في أسرع وقت ممكن من خلال إعادة كوادرها الاعلامية وجميع موظفيها حتى لا يتم تسريحهم من وظائفهم وإجبارهم على البقاء بمنازلهم كما فعلوا مع الجيش الجنوبي سابقاً بتسريحهم من وظائفهم لا نريد أن يحدث لموظفي قناة عدن بعدن ما حدث للجيش الجنوبي من إقصاء وإهمال وتهميش.
كما يطالب الموظفين بالحفاظ على إرشيف تلفزيون قناة عدن ما تبقى من الأشرطة بكل أنواعها من الاندثار والتلف وتوفير الأجواء الباردة لكل ما تحتويه المكتبة الوطنية وإجراء عمليات الصيانة الدورية لأجهزة قناة عدن التي تقدر كلفتها بالمليارات والتي تعد مصدر دخل ورزق موظفي قناة عدن حتى عودتها إلى مقرها الرسمي.
زر الذهاب إلى الأعلى