اخبــار محليـةالرئيسيــة

حضرموت.. تهديدات تحيط ب”وادي المليون نخلة” في حجر

تناول تقرير صحفي حديث التهديدات التي تحيط بوادي حجر في ساحل حضرموت المعروف محلياً بـ”وادي المليون نخلة” لكثرة مزارع النخيل فيه.
وبحسب التقرير الصادر عن مركز سوث24 للأخبار والدراسات، فإن زراعة النخيل عُرفت منذ القدم في حضرموت بشكل رئيس لما لهذه الشجرة من قيمة اقتصادية كبيرة بالنسبة للسكان، ولمنزلتها الدينية الإسلامية المعروفة.
تُعمَّر أشجار النخيل لمئات السنين مع قدرة عالية على تحمل الظروف المناخية الصعبة، وهذا ما جعل زراعتها تحظى بشعبية كبيرة بالنسبة للسكان في حضرموت، جنوبي اليمن، كما أن هذه الأشجار من أقل الزراعات حاجة إلى الأيدي العاملة وأقلها من حيث الكلفة المادية والتشغيلية.
ونقل التقرير عن مدير الزراعة في مديرية وادي حجر، محمد بانوبي، أن عدد أشجار النخيل في “وادي حجر” يصل إلى قرابة مليوني شجرة، في حين بلغ إنتاج وادي حجر من التمور في السابق نحو 5 آلاف سلة سعة 20 – 30 كيلوجراماً يومياً على مستوى المديرية خلال الموسم، لكنَّ هذا تغيَّر منذ أعوام.
ويشير التقرير إلى تدهور كبير وهلاك لآلاف الأشجار شهده وادي حجر خلال الأعوام القليلة الماضية، بسبب المنخفض المداري الذي ضرب حضرموت في 2020م حيث خلف هذا المنخفض سيولا وفيضانات تسببت في جرف نحو 15 ألف شجرة نخيل إلى جانب الأراضي الزراعية، حسبما قال بانوبي.
غير أن الخبير الزراعي صهيب الشاطري يرى أنَّ تدهور زراعة النخيل في وادي حجر له علاقة بمرض “Fusarium Oxysporum” الذي يصيب هذه الأشجار. وقال لمركز “سوث24”: “تفشي مرض الفيوزاريوم يمثّل تحدياً غير اعتيادي؛ حيث يتسبب المرض في الغالب بتدمير أشجار النخيل”.
وحذّر الخبير من أنّ هذا المرض “عند استحالة مكافحته سيصبح تحدياً حقيقياً للمزارعين والجهات المعنية في المنطقة”، لافتًا إلى أنَّ إيجاد الحلول المناسبة للتحكم في انتشار المرض وإنقاذ الأشجار والمحاصيل هو هدف كان ينبغي العمل عليه في وقت مبكّر .
لكنَّ الخبير الزراعي صالح العمودي يستبعد انتشار هذا المرض، وقال “عادة ما ينتقل هذا المرض عند نقل الأشجار الصغيرة من مكان إصابة إلى مكان آخر سليم، لا أعتقد أن المزارعين في وادي حجر جلبوا أشجارا من مناطق أخرى لزراعتها في حقولهم”.
الناشط المجتعمي عمر باقاسم، رئيس منتدى شباب حجر الثقافي الاجتماعي، بحسب تقرير المركز عدّد أسباباً إضافية لتدهور زراعة النخيل في وادي حجر أبرزها العزوف عن النشاط الزراعي ككل لضعف المردود المالي منها”.
ويؤكَّد باقاسم أنَّ كثيرا من مزارع النخيل في وادي حجر تعرَّضت بالفعل لآفات مرضية. عدَّد الناشط باقاسم أبرز الجهات التي تدخلت لمواجهة أزمة هلاك النخيل في وادي حجر، لافتًا إلى أن التدخل في الوقت الراهن يكاد يكون حكرًا على المنظمات مع غياب تام للحكومة.
وتطرق باقاسم إلى تدخلات المنظمات التي كان لها آثر إيجابي وآخر سلبي، وقال “لقد تغير الكثير والكثير بفضل هذه التدخلات. فبإقامة الحواجز المائية والسدود التحويلية وترميم وعمل القنوات المائية، وصلت المياه لتلك الأشجار التي كادت أن تهلك بسبب نقص إمدادات المياه، فتعافت الآلاف منها”.
لكنَّ تدخلات المنظمات الدولية لها جانب سلبي أيضًا، كما يوضح باقاسم. وقال: “في الوقت الذي كان فيه تدخل المنظمات في الجانب الزراعي مفيدًا بشكل كبير، برزت جوانب سلبية أخرى”.
وأضاف: “لقد أصبح المزارع الآن وبعد تدخل المنظمات لا يقوم بأي عمل ولو كان صغيراً جداً إلا بمقابل مادي له، حتى وإن كان عدم القيام بذلك العمل سيضر أرضه. أصبح المزارع يترقب تدخل تلك المنظمات ولو كان الانتظار على حساب هلاك الأشجار”.
مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى