من جديد تعاود ميليشيا الحوثي، الموالية لإيران، محاولاتها لاختراق الجنوب واحتلاله لكنها كالعادة تنصدم بجدار صلب لا يلين يتمثل بأبطال القوات المسلحة الجنوبية الذين يكبدون ميليشيا إيران هزائم تلو الهزائم، رغم أن القوات المسلحة الجنوبية، ومنذ إعلان الهدنة، لم تحاول التقدم صوب مناطق الشمال الواقعة تحت سيطرة الحوثي، فيما الأخير يجدد اختراقه للهدنة، ومساعيه لإفشال عملية السلام بالبلاد تحت أنظار الأمم المتحدة والدول الكبرى، التي تلتزم الصمت المخجل إزاء تلك الاختراقات الحوثية المتكررة.
الهجوم الحوثي هذه المرة كان على جبال يافع الأبية، وجاء الهجوم بعد سلسلة من الأحداث المهمة شهدها الجنوب، منها الحراك الكبير في حضرموت، والرسائل الجنوبية التي وُجِهَتْ من بلاد الأحقاف، والتي أربكت حسابات الحوثي ومن يقفون في صفهم لا سيما (جماعة الإخوان)، إلى جانب الهيجان الحوثي الإخواني بعد أن شعروا بأن ما تسمى بالوحدة اليمنية باتت قاب قوسين أو أدنى من انتهائها، إلى جانب – وهو السبب الرئيس – تمكن أبطال القوات الجنوبية المسلحة من القبض على خلية إرهابية كانت قادمة من مناطق الحوثي إلى الجنوب، ليأتي الانتحار الحوثي على جبال يافع بعد هذه الأحداث، وخصوصًا الأخيرة.
-تفاصيل المعارك
وفي تفاصيل المعارك، تمكنت القوات المسلحة الجنوبية، ممثلة بمحور يافع القتالي، مسنود بقوات الحزام الأمني قطاع يافع، خلال اليومين الماضيين، من إحباط تسلل حوثي من جهة محافظة البيضاء اليمنية باتجاه جبهة يافع الحدودية، وتكبيد الميليشيا خسائر كبيرة.
وحاولت ميليشيا إيران الاستيلاء على أحد مواقع القوات المسلحة الجنوبية، غير أن أبطال قوات الجنوب تصدوا لهم بحزم وقوة.
وقال الموقع الخاص بالقوات المسلحة الجنوبية (درع الجنوب) إن “القوات المسلحة الجنوبية تمكنت من إحباط محاولة تسلل فاشلة من قبل مليشيا الحوثي في جبهة يافع الحدودية”.. مؤكدًا، عبر مصدر في عمليات محور يافع، أن المليشيا حاولت التسلل من منطقة الحبج في محافظة البيضاء اليمنية باتجاه منطقة قشعة عبيد الحدودية والتي تتمركز فيها وحدات من قواتنا الجنوبية بالتزامن مع شن المليشيا قصف عنيف على عدد من مواقع قواتنا الجنوبية في الجبهة.
وأشار إلى “تمكن القوات الجنوبية من التصدي للعناصر المتسللة من مليشيا الحوثي وتكبيدها خسائر فادحة، كما أسفرت المعارك عن استشهاد 3 جنود وإصابة 3 آخرين من اللواء الرابع دعم وإسناد”، منوهًا بأن “مليشيا الحوثي لم تلتزم بالهدنة منذ بدء سريانها خلال الفترة الماضية، فيما تتلقى الضربات القاسية من قبل القوات المسلحة الجنوبية”.
بدورها، قالت مصادر إن المعارك أسفرت عن مقتل قيادي حوثي بارز يدعى (الكرار علي علوي الحزمي)، وهو قائد ميليشيا الحوثي بالبيضاء اليمنية في منطقة ذي ناعم، المنطقة الوسطى.
وودعت قبيلة يافع ثلاثة من أبطالها الذين استشهدوا في جبهة حد يافع على خطوط التماس الحدودية مع البيضاء اليمنية، وهم: الشهيد سعيد بن أحمد بن فاضل الجحربي، والشهيد رضوان بن خالد بن عبادي الضبوعي المشألي، والشهيد محمد بن نصر بن مهدي بن عبادي الربيعي اليهري.
وقالت قبيلة يافع: “نقول لميليشيا الحوثي وأذنابهم إن يافع سنام الشوافع وحربة السنة المحمدية، فلا تحلموا أن تطؤوا شبراً من أراضيها فإن من دونها جماجم الرجال وأوتاد الجبال، وما عجز عنه أسلافكم الزيود لن يناله أحفادكم الروافض”.
ومطلع الشهر الجاري، تمكنت القوات المسلحة الجنوبية من إسكات مصادر نيران مليشيا الحوثي في عدد من قطاعات الجبهة الحدودية في محور يافع.
وأكد قائد محور يافع العميد عبد العزيز المنصوري قائلا: “تمكنت قواتنا المسلحة الجنوبية من استهداف مواقع مليشيا الحوثي كرد على محاولتها قصف مواقع قواتنا في عدد من القطاعات القتالية بالمحور”، مشيرًا إلى أن: “القوات المسلحة الجنوبية على أتم الاستعداد لصد كل محاولات العدو الغادرة باستهداف مواقعنا”.
-ما وراء التصعيد الحوثي بيافع؟
ويأتي التصعيد الحوثي في حد يافع عقب تمكن القوات المسلحة الجنوبية في يافع من القبض على واحدة من أخطر الخلايا الإرهابية الدولية قبل أيام.
وكانت عناصر الخلية – وبينهم إرهابيون أجانب – قادمين من مناطق سيطرة الحوثيين حيث تتمركز معظم قيادات تنظيمي داعش والقاعدة.
إلى جانب ذلك، فإن الأحداث المهمة التي شهدها الجنوب منها الحراك في حضرموت، والرسائل الجنوبية التي وجهت للعالم، كانت أحد أسباب الهجوم الحوثي.
-تغطية
وتمكن أبطال قوات الحزام الأمني بيافع من القبض على خلية إرهابية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية مكونة من سبعة عناصر كانت قادمة من المناطق الشمالية إلى محافظات الجنوب بعد عملية استخباراتية عسكرية دقيقة، والذي جاء الهجوم الحوثي بيافع للتغطية عليها.
وبحسب قيادات حزام بيافع: “فقد تمكن أبطال قوات الحزام الأمني بعد عملية استخباراتية عسكرية، من القبض على خلية إرهابية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في منطقة حطيب بيافع كانت قادمة من المناطق الشمالية، عبر سلسلة جبلية وعرة في محافظة البيضاء اليمنية تحديدًا، متجهة صوب الجنوب بهدف زعزعة الأمن والاستقرار”.
وبحسب سياسيين، فإن الهجوم الحوثي بيافع يأتي بعد القبض على الخلية الإرهابية بهدف التغطية.
وأكدوا أنه مما لا شك فيه أن الخلية الإرهابية كانت مهمتها تنفيذ عمليات إرهابية خطيرة في الجنوب، وكذا زعزعة أمن واستقرار الجنوب، وإظهاره بأنه حاضن لجماعات الإرهاب.
-الحوثيون ينتحرون على جبال يافع
بدورهم أكد مراقبون للشأن العسكري أن “مليشيا الحوثي تتكبد خسائر يومية على يد القوات المسلحة الجنوبية، التي تقف مرابطة لصد الإرهاب المتفاقم الذي تشنه قوى صنعاء اليمنية”.
وحذروا من أن الحوثيين ينتحرون على جبال يافع، وسيكون مصيرهم الموت كالعادة، حد تعبيرهم.
وأشاروا إلى أن “انتصارات القوات المسلحة الجنوبية تؤكد أنها على أتم الاستعداد والجاهزية القتالية للرد بقوة وحزم على مليشيا الحوثي والصد الفوري لكل محاولات التسلل التي تنفذها المليشيا بصورة متكررة”.
وتابعوا: “رغم الخسائر المدوية التي تمنى بها مليشيا الحوثي وبأعداد كبيرة من عناصرها إلا أنها في ذات الوقت تمارس حالة من التنكّر لهذه الخسائر”.
وأكد المراقبون أن “الإعلام الحوثي يروج أكاذيب مغايرة لحقيقة الوضع في الميدان، وينشر الأكاذيب في محاولة لمغازلة السكان في المناطق الخاضعة لسيطرته، وإيهام عناصرها أنها قادرة على المساس بالأمن والاستقرار بالجنوب”.
وشددوا على أن “مليشيا الحوثي إذا فكرت بشن عملية تصعيد ضد الجنوب سيكون بمثابة خطوة انتحارية؛ لأن سيناريو الماضي القريب سيتكرر عندما تمكنت القوات المسلحة الجنوبية من دحر الحوثي”.
واعتبروا أن “تصدي الجنوب لأي استهداف حوثي يعتبر بمثابة إجهاض لمؤامرة إخوانية في ظل محاولة تنظيم الإخوان الإرهابي صناعة حالة من التوتر على كل المستويات بالجنوب، وتعمده محاولة تصدير الإرهاب إلى الجنوب”.
وأكدوا في الختام على أن “أي مواجهة عسكرية مستقبلية ستكون حاسمة، وربما تكون النقطة التي ستكون فارقة لصالح تحقيق حلم استعادة دولة الجنوب؛ فالجنوب كما سُرق بعدوان غاشم شنته قوى صنعاء اليمنية، فلن يتم استعادته إلا بحسم وحزم عسكريين بما يقضي على مطامع قوى الاحتلال وسعيها للمساس بأمن واستقرار الجنوب”.
زر الذهاب إلى الأعلى