في كل زمان ومكان لكل دولة رجالها الشجعان الذين يتركون بصماتهم لتتحدث عنها الأجيال . . رجال يصنعون التاريخ ويخلدون أسماءهم في سجل رواد التغيير وقادة الثورات ومشاعل التنوير الذين يبذلون الغالي والنفيس في سبيل رفع الظلم ومواجهة الطغيان وينذرون أنفسهم للدفاع عن الحق وإزهاق الباطل دون أن يهابون الموت في سبيل الحرية والسلام ومواجهة قوى الشر والقتل والظلام دفاعاً عن أوطانهم وكرامة شعوبهم ودينهم وعرضهم ، مهما كلفهم ذلك من تضحيات جسام ومتاعب جمة لا تحصى ولا تعد تواجههم في كافة مناحي الحياة .
رجال صدقوا ما عاهدوا الله إذا حدثوا صدقوا وإذا وعدوا وفوا واذا أؤتمنوا صانوا الأمانة . . التاريخ يعيد نفسه ويتجدد كل يوم وتظل صفحاته مشرقة تخلد العظماء بتدوين مآثرهم على مر الزمان ، وفي عصرنا الحاضر هناك أبطال سجلوا أسماءهم في أنصع صفحات التاريخ بمآثرهم البطولية وتضحياتهم الجسام للذود عن أوطانهم ومواجهة قوى التدمير والظلم والظلام والعبودية انتصارا للحق ورفع رأيات الحرية والعزة والشموخ والانعتاق.
القائد عبداللطيف السيد واحد من هؤلاء الأبطال الشجعان الذين صالوا وجالوا في ساحات الوغى يواجهون الأفكار الهدامة بفكر مستنير ولم يمنعهم إيمانهم المطلق بثبات مبادئهم وصواب نهجهم من الانتقال الى ساحات الشرف والبطولة لمواجهة القوى الضالة التي أرادت نشر أفكارها الهدامة وإرهابها الدخيل على مجتمعنا وتدمير كل ما له صلة بقيمه السامية وعقيدته السمحاء .
من منا لا يعرف القائد الشجاع والثائر البطل عبداللطيف السيد الذي كان من أوائل المناضلين الشرفاء الذين أعلنوا وقوفهم مع عدالة قضية شعبهم الجنوبي المقهور من أجل حريته واستقلاله واستعادة دولته الجنوبية . . ومن أوائل المقاتلين الشجعان الذي واجهوا قوى الشر والإرهاب في كل شبر من تراب أرضنا الجنوبية التي عاثت فيها قوى الظلم والظلام فساداً وظلما وسفكا للدماء في العاصمة عدن ولحج وأبين وشبوه وغيرها من المناطق .
الكل يستذكر المآثر البطولية للقائد عبداللطيف السيد في خوض المعارك وتحقيق الانتصارات دفاعاً عن الجنوب وشعبه وأرضه ، والتي دفع خلالها القائد المقدام عبداللطيف السيد الثمن غاليا حين تعرض لمحاولات اغتيال كثيرة نجى منها بأعجوبة ، وما تعرض له خلال خوضه لتلك المعارك من إصابات ، ولم يتراجع خطوة واحدة عن مبادئه وأهدافه التي آمن بها وظل محافظا عليها دون أن يهاب الموت أو تغريه مطامع السلطة والمال أو تثنيه تهديدات قوى النفوذ والاحتلال والظلم والظلام .
القائد عبداللطيف السيد ظل ثابتاً على مبادئه وقيمه الفضلى التي اختطها منهجاً لفدائيته ونضاله ، ولم يكن يطمح لمناصب ولا يبحث عن شهره ، وحرم من كثير الأضواء في جانب الإعلام ، ولو كان قائد مقدام وشجاع شجاعة القائد عبداللطيف في زمن آخر لكان أسمه اليوم أشهر من نار علم تلهج به السنة الأجيال وتتحدث عن مآثره الخالدة وبطولاته الوطنية ليل نهار ، لكن القائد عبداللطيف السيد الذي لم يجد حقه إعلاميا لا يبحث عن الظهور والشهرة ، ويرى أن الثبات على المبادئ والانتصار للحق أهداف سامية وقيم فاضلة لا تمحوها السنون ، وسيخلدها التاريخ في أنصع صفحاته ، وأن كل ما قام به واجب ديني ووطني وإخلاقي وإنساني لا ينتظر مقابل له سوى الأجر والثواب من الله العلي القدير .
مآثر القائد عبداللطيف السيد كثيرة وكثيرة ولا يتسع الحيز لذكرها لكنها تظل فخرا للأجيال المتعاقبة وسجلها التاريخ في أنصع الصفحات ، وحري بنا اليوم أن نستذكر تلك المآثر البطولية الشجاعة للقائد عبداللطيف السيد ، ونستذكر القائد الشجاع الشهيد ” أبو اليمامة ” وغيرهما من الأبطال الشجعان الذين دافعوا عن قضية شعبهم الجنوبي ، وواجهوا قوى الاحتلال والتطرف والإرهاب وعزفوا سيفونيات النصر في كل المعارك التي خاضوها دفاعاً عن الدين والأرض والعرض ولتخليص شعبهم من الظلم والقهر والعبودية والشر والعدوان.
زر الذهاب إلى الأعلى