نهاية الشهر.. عرض ثلاث قطع أثرية يمنية نادرة للبيع بمزاد علني بفرنسا
تعرض ثلاث قطع أثرية نادرة للبيع في مزاد بفرنسا نهاية الشهر الجاري وتوضع أهم قطعة منها على غلاف كتالوج المزاد.
وقال الباحث في مجال الآثار، عبدالله محسن: “في منتصف آخر يوم من مايو 2023م تدشن دار ليون وتورنبول الشهيرة مزاد “تشكل عبر الزمن” وتضع أهم قطعة أثرية فيه على غلاف كتالوج المزاد وتصفها بأنها “من أبرز ما تم عرضه في في المزاد رأس مرمر من سبأ (اليمن)”.
وأضاف محسن: ” سبق ونُشرت صورته في كتاب “كنوز من اليمن القديم: على الطريق الأسطوري لمملكة سبأ” في العام 1997م وكان في السابق مع مقتنيات جامع الآثار الفرنسي الشهير فرانسوا أنتونوفيتش “الذي قضى معظم طفولته في القاهرة قبل أن يؤسس معرضه في باريس”.
وحول التفاصيل الدقيقة للتمثال أوضح الباحث اليمني أن “الرأس منحوت من مرمر مقلم ذو “رقبة رفيعة ترتفع إلى ذقن مستديرة الوجه ذو فم مضغوط ، الشفة العلوية مغطاة بشارب صغير الأنف المتعرج يفصل بين عينين على شكل لوز أسفل الحاجب المقطوع” و”هو مثال رائع للنحت المميز الغامض الذي أنتجته ممالك اليمن القديم الغنية في مطلع الألفية الأولى قبل الميلاد. مع تجريد ملامح الوجه إلى جوهر الشكل “.
وأشار إلى أنه “في نفس المزاد يعرض وعل برونزي مميز من منتصف الألفية الأولى قبل الميلاد مصنوعاً من البرونز المصبوب ، “يظهر واقفًا في حالة يقظة مع قرونه الملتفة الأنيقة التي تصل إلى الأذنين المستقيمتين والذيل مرفوع ” كان من مجموعة مقتنيات جامع آثار من لندن في الفترة من 1990 وحتى 2000م ويوجد تمثالاً برونزياً شبيها به في متحف متروبوليتان للفنون في الولايات المتحدة”.
كما تعرض لوحة تذكارية من المرمر المنحوت على شكل شبه منحرف ، بنقش بارز مع رأس مركزي لثور بملامح منقوشة من القرن الثالث قبل الميلاد وبحسب وصف المزاد “كان الثور رمزًا مهمًا في مملكة سبأ القديمة الواقعة في اليمن اليوم.
ويعتقد السبئيون أن الثيران تمثل القوة والخصوبة والازدهار وقد دمجوا هذا الحيوان القوي في فنهم وثقافتهم.
وغالبًا ما وُضعت منحوتات الثور السبئي في مواقع بارزة مثل المعابد والأماكن العامة وكان يُعتقد أنها تجلب الحظ السعيد والحماية للمجتمع”، بحسب الباحث اليمني.
وتابع الباحث عبدالله محسن قائلًا: يعرض شخصية رمزية من الطين المشوي المطلي ” تيراكوتا” ، “تظهر جالسة الأرجل عريضة ممدودة الأذرع تمتد أمام الجسم مع صبغة حمراء وبيضاء تدل على تفاصيل الوجه مع عقد وأساور على الذراع” الأرجح أنها من القرن الثالث قبل الميلاد.
يشار إلى أن مجلة علم الآثار الشرقية الصادرة عن المعهد الأثري الألماني نشرت في العام 2014م دراسة حول تماثيل من الطين من واحة مأرب وصرواح من الألفية الأولى قبل الميلاد” استعرضت فيها 365 تمثالاُ من الطين المشوي أغلبها وجدت في مقبرة معبد أوام وفق الباحث.
وتعرضت آثار اليمن للتجريف والتهريب للخارج منذ انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية على الدولة وشكلت عصابات خاصة لهذه المهمة.