منارة عدن /العين
لم يعد خافيا على أحد أن اغتيالات صنعاء ليست بريئة ولا عابرة وإنما تعطي دلالات واضحة ورسائل صريحة عن صراعات داخلية حوثية وعن تصفيات ممنهجة لخصوم المليشيات سيما المشائخ.
ففي أحدث عملية اغتال مسلحون لمليشيات الحوثي زعيما قبليا بارزا قرب حي “حزيز” إلى الجهة الجنوبية من صنعاء ما أحال عاصمة الانقلابيين إلى مدينة للموت.
مصادر محلية وإعلامية قالت لـ”العين الإخبارية” إن “مسلحين ملثمين اعترضوا طريق الشيخ حسين علي حاتم حزام لدى خروجه من إحدى المساجد عائدا إلى منزله في حي حزيز وأطلقوا عليه وابلا من النيران قبل أن يلوذوا بالفرار”.
المصادر أكدت أن الزعيم القبلي لفظ أنفاسه على الفور وأن الحادثة وقعت عقب عملية رصد ومراقبة مسبقة من قبل مسلحي المليشيات الانقلابية، وبعد حملة تحريض لاستهدافه.
ورغم أن الواقعة حدثت فجر الأربعاء إلا أنها لم تخرج إلا الخميس بسبب تعتيم مليشيات الحوثي عن الجرائم والاغتيالات في مناطق سيطرتها والتي ينظر لها أنها تصفيات ممنهجة تطال الشيوخ والوجاهات والمناهضين.
والشيخ حسين حزام من الوجاهات القبلية المعروفة في قبيلة سنحان التي تنتمي لقبيلة حاشد الكبيرة كما يعد أحد مشائخ حزيز بصنعاء ويحظى بقبول واسع بين المواطنين.
وكانت مليشيات الحوثي اختطفت حزام، مطلع سبتمبر/أيلول 2021 واعتقلته لنحو 4 أشهر بشكل تعسفي وأطلقت سراحه بعد وساطة قبلية قبل أن تلجأ للتخلص منه في عملية اغتيال بشعة.
وليست عملية اغتيال حزام هي الأولى في صنعاء ولن تكون الأخيرة إذ سبق واغتال مسلحون تحت أنظار مليشيات الحوثي الشيخ القبلي البارز “ناصر عبدالله طماح الكميم” لدى خروجه من أحد المحاكم الحوثية في صنعاء قبل أن يلوذوا بالفرار وذلك في يناير/كانون الثاني 2022.
والكميم هو أحد أبرز الشيوخ والوجاهات القبلية والاجتماعية في محافظة ذمار وأحد شيوخ قبائل الحداء ومن رجال المال والأعمال.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي اغتالت مليشيات الحوثي الدبلوماسي اليمني البارز درهم نعمان وذلك لدى خروجه من منزله في العاصمة المختطفة صنعاء.
وسبق اغتيال نعمان اغتيال مليشيات الحوثي للبرلماني والقيادي السياسي محمد عبدالله الكبسي أمام منزله في حي “الحصبة” في قلب صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2022.
وفي ذات الشهر طالت عملية اغتيال مماثلة عضو المحكمة العليا القاضي محمد حمران الذي تعرض لحملة تشهير وتحريض ممنهجة، قبل أن يتم اختطافه وتصفيته بالرصاص الحي جنوب صنعاء.
ويسابق الحوثيون الزمن باستغلال تهدئة السلام الهش في تصفية منافسيهم وخصومهم في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، حيث شنت في الآونة الأخيرة اختطافات وتصفية لقيادات مجتمعية وقبلية وقضائية وسياسية.
ويرى مراقبون أن عمليات الاغتيالات في صنعاء تعد إحدى حروب التصفيات التي تنتهجها مليشيات الحوثي وتعد إفلاسا حوثيا لنشر القتل اليومي في ظل حملات الاعتقالات والاقتحامات التي تطال قرى صنعاء وذمار والبيضاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة الانقلابيين.
زر الذهاب إلى الأعلى