الرئيسيــةتقـــارير

هرهرة ل “سبوتنيك” : لا مساومات على جنوب مستقل

منارة عدن /سبوتنيك
شهد الجنوب حراكا سياسيا كبيرا خلال الأيام الماضية تزامنا مع ذكرى تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي حيث وقعت العديد من القوى السياسية الجنوبية والمجلس ما يعرف بـ”الميثاق الوطني الجنوبي” في الثامن من مايو/ أيار2023.
حول أهداف الميثاق ومستقبل الحوار الجنوبي – الجنوبي وعلاقة ذلك بمساعي السلام بين الشمال والجنوب ومن يحمل هموم الجنوبيين الآن… أجرت وكالة “سبوتنيك” المقابلة التالية مع نصر هرهره المتحدث الرسمي لفريق الحوار الوطني الجنوبي.
إلى نص المقابلة….
*بداية..ما هي القوى التي وقعت على الاتفاق أو مشروع الميثاق الوطني الجنوبي الذي يعد أحد مخرجات الحوار الذي تبناه المجلس الانتقالي منذ فترة؟
الحوار الوطني الجنوبي – الجنوبي، بدأ منذ فترة طويلة جدا، حيث كان لدينا حوار جنوبي حتى قبل تأسيس المجلس الانتقالي، هذا الحوار كان يبحث عن حامل سياسي لقضية شعب الجنوب، وبعد تشكيل المجلس الانتقالي تبنى أيضا الحوار الوطني، والذي استمر لأكثر من عامين مع القوى السياسية، في النهاية توصلنا إلى عقد لقاء تشاوري مشترك في الفترة من 4- 8 مايو 2023 الجاري.
*ما هى القضايا التي عرضت على اللقاء التشاوري في عدن؟
كانت أمام اللقاء التشاوري أربع قضايا رئيسية أولها، الميثاق الوطني الجنوبي، مبادئ وأسس التفاوض الذي ترعاه الأمم المتحدة في المنطقة، وقضية استعادة دولة الجنوب وإدارة المرحلة الراهنة حتى استعادة الدول الجنوبية، أما القضية الرابعة فتتعلق باتجاهات دولة الجنوب المنشودة، تلك القضايا الأربع والتي كانت قد نوقشت في اللقاءات الثنائية، التي تمت خلال مناقشات على مدى أكثر من عامين بين جميع القوى الجنوبية في الداخل والخارج، وفي ظل هذا الحوار تم عقد أكثر من 200 لقاء في ربوع الجنوب بشكل عام، وتم توثيق تلك اللقاءات فيما لا يقل عن ثلاثة آلاف صفحة، وفي اللقاء التشاوري الذي عقد أخيرا، تمت مناقشة نتائج الآراء التي طرحت خلال اللقاءات السابقة، وبناء عليها تم صياغة ميثاق وطني جنوبي، وتم التوقيع عليه من قبل المندوبين في اللقاء التشاوري ورؤساء المكونات السياسية التي شاركت في الحوار.
*كم عدد القوى السياسية الجنوبية التي وقعت على الميثاق؟
القوى السياسية الموقعة على الميثاق الوطني حتى الآن بلغ عددها 38، تنوعت ما بين سياسية ومجتمعية على سبيل المثال وليس الحصر، المجلس الانتقالي وهو الداعي للحوار، مجلس الحراك السلمي، مجلس الحراك الثوري، والمجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي، المجلس العام للمهرة وسقطرى، كتلة حلف قبائل حضرموت من أجل الجنوب، المجلس الوطني، الهبة الحضرمية، مؤتمر أبناء شبوة الشامل، مؤتمر القاهرة، الهيئة الوطنية الشعبية الجنوبية، تحالف القوى الوطنية الجنوبية للمشايخ والسلاطين، تجمع الجنوب الديمقراطي (تاج)، تاج الجنوب العربي، اتحاد شباب الجنوب، حزب جبهة التحرير بفروعه الثلاثة.
*مجلس الحوار الوطني الذي يرعى تلك المشاورات… كيف تم تشكيله ومدى استقلاليته في اتخاذ القرار وعلاقته بالمجلس الانتقالي؟
المجلس عبارة عن فريق الحوار الوطني الجنوبي وهو في الأساس فريقين (في الداخل والخارج)، وتم إنشاء فرق التفاوض من قبل الرئيس عيدروس الزبيدي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي لليمن ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وبالتالي تم تشكيل هذا الفريق بشكل حيادي من مختلف القوى السياسية والمجتمعية الجنوبية.
*ما هي الجهة التي تقوم بتحريك فريق التفاوض وتمثل مرجعية بالنسبة له؟
الفريق التفاوضي الجنوبي مستقل في قراراته ومحايد، يقف على مسافة واحدة من الجميع، لكنه تأسس بقرار من الرئيس عيدروس الزبيدي، في الوقت ذاته يتحرك بين القوى السياسية بشكل حيادي.
*وُجهت الكثير من الانتقادات لفريق التفاوض الجنوبي بأنه غير محايد ولا يقف على مسافة واحدة من الكيانات السياسية الجنوبية؟
هذا كلام غير صحيح على الإطلاق، الفريق منفتح على كل القوى السياسية بدون استثناء، بغض النظر عن آرائها ومشاريعها وطموحاتها، مجلس الحوار دعا الجميع وقال “من لا يأتي إلينا سوف نذهب نحن إليه”، بالتالي نستطيع القول إنه قد تم قبل اللقاء التشاوري الجلوس مع كل القوى الجنوبية، ومع ذلك هناك بعض القوى لم تحضر إلى اللقاء التشاوري في اللحظة الأخيرة، لكن تم الحوار، لهذا لا توجد جهة أو كيان سياسي لم يتصل به الفريق ويتحاور معه.
*بعد توقيع الميثاق الوطني… من هو الحامل الرئيسي لقضية الجنوب؟
هناك مفهومين في ذلك الوقت، أن يكون الشخص جنوبي ولديه كيان سياسي جنوبي، وبين أن يكون جنوبي ويحمل قضية شعب الجنوب المتمثلة في استعادة الدولة إلى ما قبل 22 مايو 1990 (قبل الوحدة مع الشمال) بسبب فشل الوحدة، وكل من يتبنى هذا الموضوع يعتبر حاملا لقضية شعب الجنوب، ومن لم يتبن هذا الهدف هو جنوبي ولكن ليس حاملا لقضية شعب الجنوب.
*وماذا عن المجلس الانتقالي الجنوبي؟
الانتقالي الجنوبي هو الحامل الأساسي لقضية شعب الجنوب والقوى التي وقعت معه على الميثاق الوطني 8 مايو الجاري، تتبنى نفس الفكرة والشعار بغض النظر عن حجمها مقارنة بحجم المجلس الانتقالي، وبالتالي كل من يتبنى نظرية استعادة الدولة فهو حامل لقضية شعب الجنوب.
*ما هو موقفكم من القوى والكيانات الكبرى التي لم تشارك في اللقاء التشاوري ولم توقع على الميثاق؟
كما قلنا، تم الجلوس والتحاور مع كل الكيانات والقوى السياسية ومن بينها مؤتمر حضرموت الجامع، وقدموا رؤيتهم مكتوبة إلى فريق الحوار وتم التوافق معهم على أساس المشاركة، لكن في اللحظات الأخيرة قاموا بالاعتذار عن الحضور، وهناك قوى أخرى سارت بنفس الطريق، لكننا سوف نظل نسعى إليهم ومن لم يأت اليوم سوف يأتي غدا.
*هل يمكن أن تكون هناك نتائج إيجابية للحوار في ظل خلافات أو رفض من بعض الجنوبيين؟
سوف ننتظر التوافق الجنوبي على الميثاق الوطني، لكن يجب أن نعلم، أنه في أعتى الديمقراطيات في العالم لا يمكن أن يحدث توافق بنسبة مائة في المئة، بل يتم حسم الاستحقاقات والتصويتات بنسبة بسيطة ربما تتجاوز الـ50 في المئة بقليل، وعلى كل حال يجب على الجنوبيين أن يبذلوا المزيد من الجهد لتعزيز اللحمة الوطنية والتوافق مع كل القوى السياسية بغض النظر عن حجم وتأثير تلك القوى في الشارع الجنوبي، ولا يزال الباب مفتوحا أمام من لم يشارك خلال الأشهر الماضية، يمكنه اللحاق بالركب الجنوبي، والمجلس الانتقالي صاحب دعوة الحوار هو شريك في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وأيضا في المجلس الرئاسي الذي أنتجته مشاورات الرياض السابقة، علاوة على ذلك، المجلس الانتقالي ولد بتفويض شعبي من ملايين المواطنين وله سيطرة على الأرض ولديه من الأدوات التي تمكنه من إدارة الكثير من الملفات داخليا وخارجيا.
*من المسؤول على أمن واستقرار الجنوب في تلك المرحلة؟
القوات المسلحة وأجهزة الأمن الجنوبية هى التي تحمي الجنوب وتحمي أيضا مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، ولا يوجد في الجنوب أي قوات أخرى مضادة للقوات الجنوبية باستثناء القوات الشمالية، التي لا تزال متواجدة في وادي حضرموت وقوات “الحوثيين” التي تحارب على الحدود الجنوبية.
*إعلان الميثاق في هذا التوقيت… ماذا يعني؟
حتى الآن الخيار الوحيد أمام شعب الجنوب والمجلس الانتقالي والقوى السياسية لتحقيق هدف الدولة الجنوبية، هو المضي قدما في تحقيق السلام الشامل الذي تديره الأمم المتحدة، وأن يكون هناك مكانه لقضية الشعب الجنوبي من أجل تحقيق عملية السلام الشاملة في البلاد، وقرارنا لا يخضع لأي مساومات فهو جنوبي مستقل.
مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى