اللواء صالح السيد.. حارس عرين “الفل اللحجي” وصمام امان لحج من الحوثي والإخوان
ألقاب عدة حازها اللواء صالح السيد، مدير شرطة لحج في حله وترحاله، لدوره البارز في تشكيل صمام أمان المحافظة، ضد خلايا الحوثي والإخوان.
فالعسكري الجنوبي الذي نجا من محاولة اغتيال، بتفجير سيارة مفخخة استهدفت موكبه، نجحت قواته في شن حملات أمنية ضد العناصر الإرهابية، التي اتخذت من أماكن سيطرة المليشيات الحوثية وكرًا للازدهار وممارسة أنشطتها الإجرامية.
إلا أن اللواء صالح السيد الذي حمل على عاتقه تطهير محافظة لحج من العناصر الإرهابية، كاد يقع ضحية لتلك الفئة، التي استهدفت موكبه صباح الأربعاء، ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص بينهم امرأة و7 جرحى.
ولم تكتف تلك العناصر بتلك المحاولة التي نجا منها اللواء صالح السيد، بل إنها كانت تستعد لتفجير “إرهابي” آخر، نجحت القوات الأمنية في تحييد شاحنة متوسطة الحجم كانت مفخخة ومعدة للتفجير.
فمن هو اللواء صالح السيد؟
ولد اللواء صالح أحمد السيد، عام 1947 في محافظة لحج شمالي العاصمة عدن. وبعد أن أكمل تعليمه الابتدائي فيها، التحق بالسلك العسكري والذي سجل فيه نجاحات عدة، سهلت له شق الطريق إلى مزيد من المناصب.
يصفه الشارع الجنوبي في اليمن بأنه حارس عرين “الفل اللحجي” في محافظة لحج المطلة على بحر العرب. وتصدر اللواء صالح السيد (48 عامًا) مشهد لحج منذ قيادته عمليات تحرير المحافظة من مليشيات الحوثي التي أعقبت تحرير عدن 2015، قبل أن يقود عمليات منفصلة لملاحقة خلايا إرهابية لتنظيم القاعدة الإرهابي ومليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا.
وساهم على نحو رئيسي في تأمين بوابة عدن الشمالية وتطبيع الأوضاع، وتدريب وتأهيل القوات الأمنية والعسكرية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
ولعبت القوات التي يقودها صالح السيد دورا حاسما في الفوضى التي فجرها تنظيم الإخوان 2019، فيما لا تزال قواته المنتشرة في لحج تشكل صمام أمان المحافظة التي تنشط في أطرافها خلايا إرهابية للحوثيين وتنظيم الإخوان.
توقيت الاغتيال
فقبل أيام من الهجوم الإرهابي الذي حاول استهداف اللواء صالح السيد صباح الأربعاء، كان الأخير على رأس حملة أمنية – عسكرية في مديرية طور الباحة شمالي لحج، تهدف إلى إعادة الأمن في المنطقة، عقب أعمال قطع طرق وقتل للمسافرين قادتها عصابات مرتبطة بالمليشيات الحوثية وتنظيم الإخوان.
ممارسات حاولت من خلالها مليشيات الحوثي جر المسؤول البارز الذي يتسلم الملف الأمني في المحافظة ذات الحدود المتداخلة، إلى معركة مع ألد خصومه وهو قائد لواء النقل الإخواني أمجد خالد ومحور طور الباحة الإخواني الذي ينتشر في مديرية المقاطرة التابعة إداريا للحج.
وبحسب مراقبين، فإن المليشيات الحوثية عمدت إلى وسيلة “الغدر” بتدبير اغتيال اللواء صالح السيد، الذي يعد أحد أهم القيادات الحاضرة في مشهد الجنوب، بعد أن فشلت في جر المجلس الانتقالي وقادته للصدام مع قبائل الصبيحة في لحج.
وفيما لم يشر اللواء صالح السيد بعد نجاته من التفجير “الإرهابي” إلى مسؤولية مليشيات الحوثي، هاجم حلفاءها من التنظيمات الإرهابية بشقيه القاعدة وداعش، في تسجيل مرئي، بُث بعد ساعات من الهجوم.
وأكد السيد الذي يعد قياديًا بارزًا في قوات الحزام الأمني، في التسجيل المرئي أنه “لا رجعة للقاعدة في أرض الجنوب، وسنناضل من أجل استعادة البلد”، واصفًا محاولة اغتياله بأنها “عمل جبان وخسيس”.
وتستخدم المليشيات الحوثية القاعدة أداة في المناطق المحررة لتصفية مناهضي مشروعهم مقابل توفير ملاذ آمن للتنظيم في البيضاء وإطلاق سراح عناصره في سجون المخابرات بصنعاء، وفقا للداخلية اليمنية.
ليست المحاولة الأولى
استهداف اللواء صالح السيد لم يكن المحاولة الأولى لتلك العناصر الإرهابية، والتي اتخذت من المركبات المفخخة وسيلة لاغتيال القادة البارزين والمعارضين لسياساتهم، فقد طالت عمليات “إرهابية” زادت وتيرتها منذ بداية 2022، قادة يمنيين، أبرزهم قائد قاعدة العند اللواء الركن ثابت جواس.
فخلال 4 أشهر فقط، وجد 7 من كبار قادة القوات الجنوبية والحزام الأمني أنفسهم في مرمى تفجيرات السيارات المفخخة التي تشير الدلائل إلى وقوف مليشيات الحوثي خلفها، بالإضافة إلى هجمات مسلحة “مباغتة” شنها تنظيم القاعدة الإرهابي الذي عادت عملياته إلى الأضواء.
وفي مارس/ آذار الماضي، نجا قائد الحزام الأمني في أبين العميد عبداللطيف السيد، من تفجير بسيارة مفخخة قادها انتحاري، ليتبناه لاحقا تنظيم القاعدة الإرهابي، تلاه في الشهر نفسه اغتيال قائد قاعدة العند العسكرية اللواء الركن ثابت جواس بسيارة مفخخة في لحج، في عملية تبنتها مليشيات الحوثي ضمنيًا.
الشهر الأكثر “وحشية”
وفي أبريل/نيسان الماضي، اغتيل قائد القطاع الثامن في الحزام الأمني في عدن العقيد أكرم المشرقي في هجوم مسلح، تلاه اغتيال نائب قائد الحزام الأمني في الضالع العقيد وليد الضامي وقائد وحدة مكافحة الإدرهاب، وقائد اللواء السادس مقاومة جنوبية العقيد محمد الشوبجي، في مايو/أيار الماضي.
وفي الشهر نفسه (مايو/أيار الماضي)، نجا رئيس هيئة العمليات في المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن صالح الذرحاني اليافعي من سيارة مفخخة في عدن، لتكثف المليشيات الحوثية من وتيرة هجماتها في يونيو/حزيران الجاري والذي يعد الشهر “الأكثر وحشية للإرهاب”، بالنسبة لليمنيين، لا سيما سكان المحافظات الجنوبية.
ففي آخر أسبوعين، قضى الصحفي المناهض للحوثيين صابر الحيدري بعبوة زرعت في سيارته في عدن، تلاه هجومان مسلحان لتنظيم القاعدة الإرهابي في أبين وشبوة، أسفرا عن سقوط 17 قتيلا ومصابا.