اخبــار محليـةالرئيسيــةتقـــارير

4 مايو 2023″ تاريخ يحفظ هوية الجنوب ويحمي قضيته

 

 

محمد مرشد عقابي

يظنون أنه لا وجود لهذا الشعب ولا هوية له، ولا تاريخ يربطه بأرضه ولا ذكريات له في وطنه، ولا حضارة يتوق إليها ولا أمجاد له فيها، ولا انتماء يتمسك به ولا أصول يصر عليها، ولا آباء وأجداد قاتلوا من أجله، أو ثوار غرست أجسادهم في أرضه، ولا ما يشده إلى ماضيه أو يربطه بمجده، فقد أنكر الأعداء وجوده، وعملوا على زواله، وتآمروا عليه وعملوا ضده، واحتالوا عليه واتحدوا ضده، ولم يقصروا في حربه والإعتداء عليه، لكن مساعيهم كلها قد خابت، وباءت جهودهم بالفشل، واستعلى شعب الجنوب بقيادته ورجاله وسما، ونقش اسمه على هام الزمان ومضى، وسجل مجده على صفحات التاريخ وسنا.

فهذا الشعب الضاربة جذوره في عمق الزمن وعلى مدى التاريخ، الثابت رغم الصعاب، والباقي رغم التحديات، والمصر على عودة حقه في الاستقلال واستعادة الدولة، يأبى الضم والإلحاق، ويرفض الذوبان، ولا يقبل بالتهميش، ولا يرضى بالركن أو يستسلم بالإكراه، بل ينتفض ويثور على محاولات الإساءة والتضييق، ومساعي التعمية والتزييف، وأماني التخلي والنسيان، ويصر على عزته وكرامته، ويضحي من أجل حريته، ويتفانى في قتال عدوه، ولا ييأس في معركته، ولا يخاف من مواجهته، ويبتكر وسائل جديدة لقتاله، ويبتدع سبلاً مختلفة لمقاومته طالما وهو يؤمن بعدالة قضيته التي يضحي لاجلها.

الجنوبي حيث يكون يمثل وطنه، ويعيش قضيته، وينوب عن شعبه، ويعبر عن ألمه، ويكون خير سفير لبلده، وأصدق رائد مع أهله، ومهما كان بعيداً فهو إلى وطنه أقرب، وإليه يحن، ومن أجله يعمل، وفي سبيله يقدم ويضحي، ويعطي ويمنح، ويجود ويسخو وخير ماله يبذل، وهو لا ينتظر داعياً يحثه، ولا محرضاً يدفعه، ولا غيوراً يشجعه، ولا عملاً يستفزه، ولا حوافز تغريه، أو مكافئات ترضيه، ذلك أنه يؤمن أن الجنوب وطنه وعدن الحبيبة عاصمته الأبدية، وأن تحرير الوطن واجب، واستنقاذه فرض، واستعادة الدولة حق، ولن يكون الشعب بخير ما لم يستعيد الجنوب استقلاله ويسترجع دولته، وتعود خريطته من المهرة إلى المندب حرة عزيزة مستقلة.

لهذه المبادئ السامية والمفاهيم الوطنية الصادقة، والثوابت العقدية الخالصة، والشعارات التاريخية الخالدة، يعمل اللقاء التشاوري الجنوبي – الجنوبي برعاية كريمة من قبل الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، وينظم مؤتمره الأول الذي أنطلق يومنا هذا الخميس 4 مايو 2023 في العاصمة الحبيبة عدن دون كللٍ أو مللٍ، أو يأسٍ وقنوط، رغم حملة التحريض ضده، ومحاولات إفشاله وتشويه دوره وتلويث هدفه، حيث تؤمن القيادة الجنوبية ممثلة بالمجلس الانتقالي ان أبناء الشعب في جميع ربوع الوطن الغالي يستحقون بذل الجهد من أجلهم، والعمل معهم، وتنسيق الجهود وإياهم، وتوجيه طاقاتهم وترشيد اهتماماتهم صوب الهدف المنشود.

للجنوب رجال، وطاقاتٍ فاعلةً، وكفاءاتٍ علميةً مميزة، وقدرات اقتصادية كبيرة، وكل تلك المقدرات تحتاج إلى كيان يحميها ويقويها ويمنحها الفرصة أكثر للعمل من أجل بلادهم، فبالتلاحم والتآزر وتوحيد الصفوف سيرفع الظلم، وسيجبر المجتمع الدولي للرضوخ لرغبة شعب الجنوب ومساندته في قضيته العادلة وتأييد أبناء الجنوب في نضالهم حتى نيل الحقوق واستعادة الدولة، وكل جنوبي يرغب اليوم في أن يكون له دورٌ في النضال وسهمٌ في تحقيق المراد، أياً كان شكل المواجهة مع العدو ونوعها، فقد غدت مقاومة شعب الجنوب ضد قوى صنعاء الطامعة بإعادة احتلال أرضه صنوفاً وأنواعاً، ولم تعد سلاحاً فقط وقتالاً في الميدان.

تلك هي المفاهيم التي يعمل مؤتمر الجنوبيين على بعثها وإحيائها، وتكريسها وتثبيتها، وتطويرها وتنويعها، وقد شعر الجنوبيين في كل بقاع الداخل والخارج، أن هذا المؤتمر أو اللقاء يمثلهم ويعبر عنهم، ويعكس رغباتهم ويترجم مشاعرهم، فلبوا نداءه، واستجابوا إلى إعلانه، وأخذو بالتوافد إليه والمشاركة فيه على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية وفئاتهم العمرية، فقد حرصت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي على أن يعقد هذا اللقاء الجامع في العاصمة عدن ليتسنى لجميع أبناء الجنوب المشاركة فيه والمساهمة في فعالياته.

اللقاء التشاوري الجنوبي، مكن الجنوبيين المنسيين في كل الكثير من المناطق والبلدان المجاورة والمهمشين قديماً من قبل الأنظمة السابقة أن يكون لهم دور وعمل، وساعد في تسليط الضوء على قدراتهم وإمكانياتهم وكفاءاتهم، واشركهم في نطاق ديمقراطي حر في رسم خارطة وطنهم المستقبليه، وأظهر أنهم يستطيعون أن يساهموا في بناء وتشييد صروح الجنوب وخدمة شعبهم ودعم صمودهم وترسيخ ثباتهم.

الإعلان عن إنطلاق فعاليات اللقاء التشاوري الجنوبي، ساعد في حماية الهوية الجنوبية، والدفاع عن الحقوق الوطنية، فبات العدو يخشى هذا الشعب ويخاف من رجاله، فهم أقوياء في طرحهم، وصادقون في قضيتهم، ويحسنون التعبير عن معاناة شعبهم، وبيان مدى الظلم الواقع على أهلهم، وتتعزز هذه القناعات في ظل وجود صوتاً عالياً وعاملاً فاعلاً وممثلاً شرعياً ورافعة دبلوماسية تؤثر في نسج وإقرار سياسات المستقبل، وتصويب قرارات المرحلة القادمة في ضوء أي مفاوضات أو تسويات بما يتلائم وطموح شعب الجنوب وبما يخدم قضيته العادلة ويتمثل ذلك في كيان المجلس الانتقالي الجنوبي.

غريب أمرهم ومستنكر فعلهم، وفاضح قولهم ومشين نصحهم، وعيب سعيهم ومشبوه جمعهم، أولئك الذين يعترضون على إقامة مؤتمر الجنوب (اللقاء التشاوري الجنوبي)، فلهؤلاء نقول بإن هذا اللقاء أداة نضالية وطنية جديدة، فهو منبر متقدم، ومنصة عالية، وبرلمان مفتوح، وفسحة دولية، وفرصة سانحة للتعبير عن الموقف الوطني الجنوبي الجامع وتحصينه، وبيان هويته وحماية قضيته، وهو هيئة وطنية جامعة لشتات الجنوبيين في جميع أنحاء الوطن وخارجه، تحافظ عليهم، وتثبت موقفهم، وتصون وحدتهم، وتوجه بوصلتهم، وتنظم جهودهم، وترفع صوتهم عالياً أمام المجتمع الدولي ومؤسساته السياسية والحقوقية والإنسانية.

والجنوبيين، يرون في مؤتمرهم هذا خير من يعبر عنهم ويصون حقوقهم، ويدافع عنهم وينطق باسمهم، فهو لا يصنف المنتسبين إليه والمؤمنين به، ولا يفرق بينهم ولا يقصي أحداً منهم، ولا يحرم فريقاً أو يخون ويجرم طرفاً، بل يمنح الحرية للجميع ضمن الثوابت الوطنية، فلا يحتكر منبراً ولا يخمد صوتاً، ولا يصادر رأياً، فهل نتعاون معه ونساعده، ونؤيده ونسانده، أم نتعامل معه كما تعامل المشركون مع نبي الله إبراهيم عليه السلام فهلكوا ونجا، “فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّار إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ”

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى