جدد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي التأكيد على أن قضية شعب الجنوب مرتكز للحل ومفتاح للسلام المستدام في المنطقة ولن يتم السماح ح بأي ترتيبات تتجاوزها
وقال الرئيس الزُّبيدي في كلمته بافتتاح اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية: المرحلة مفصلية وحافلة بالأحداث والمتغيرات ما يتطلب أن نكون عند مستوى تحدياتها معربا عن امله بأن يخرج اللقاء التشاوري بنتائج ترتقي لتطلعات الجنوبيين.
فيما يلي ينشر موقع 4مايو نص كلمة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي في افتتاح اللقاء التشاوري للمكونات السياسية الجنوبية.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين…
الأخوات والإخوة المناضلون الأحرار من كل ألوان الطيف الجنوبي:
نحييكم باعتزاز وشموخ، وأنتم تدشنون في هذا اللقاء التشاوري الجنوبي المُبارك من قلب عاصمة الجنوب الأبدية عدن الحبيبة، عهداً جديداً من النضال، وتضعون لبنة أخرى في مدماك تعزيز وحدة الصف الجنوبي، وتقوية وتماسك لحمته، مؤكدين بذلك نهج الحوار كوسيلة حضارية لحل القضايا وإنهاء التباينات السياسية، ومجسدين نهج التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي الذي شكل الركيزة الصلبة لانطلاق مسيرة ثورة الحراك الجنوبي السلمي، وتبديد الرهانات القائمة على تمزيق صف شعبنا وتشتيت قواه المناضلة، كمدخل لإضعاف قضيتنا الأم، وإشغال شعبنا في صراعات هامشية، عن هدفه وغايته الأسمى باستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة على حدود الدولتين قبل مايو 1990م.
الأخوات الأخوة الحاضرون:
إن انعقاد لقاءكم هذا بالتزامن مع الذكرى السادسة لإعلان عدن التاريخي في الرابع من مايو 2017م، لهو تجسيدًا واضحًا، وتأكيدًا قويًا على التزامنا جميعاً بما عبرت عنه الإرادة الشعبية الجنوبية في ذلك اليوم التاريخي من التفاف واسع حول مشـروع استعادة الدولة، والتي حملتني مسؤولية جسيمة لقيادة وتمثيل شعب الجنوب، وفوضتني بإنشاء كيان سياسي لإدارة شؤون الجنوب، على قاعدة الجنوب لكل وبكل أبناءه، وهو ما تحقق بإعلان تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في الحادي عشـر من مايو 2017م، والذي مثّل نتاجًا لجهدٍ تراكميًا لنضالات شعبنا الجنوبي بمساريه السلمي والكفاحي، التي اختطهما الحراك الجنوبي السلمي والمقاومة الجنوبية. وقد شكّل المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه رافعة سياسية لقضية شعب الجنوب، استطاع خلال سنوات قليلة أن ينتقل بها إلى مراحل متقدمة عززت حضور الجنوب وقضيته الوطنية على مختلف المستويات وبات من الصعب تجاوزه أو الالتفاف على قضيته.
الأخوات والإخوة الحضور:
إن التاريخ سيحفظ لكم مكانة متميزة في أنصع صفحاته، وستشهد لكم الأجيال القادمة بأنكم كنتم عند مستوى المسؤولية التاريخية، وكنتم جديرين بثقة شعبكم، فلقد أثبتم فعلاً انكم من المناضلين الثابتين على العهد، الذين يتصدرون اللحظات التاريخية بشجاعةٍ وحكمة، واضعين مصلحة وطنهم وشعبهم فوق كل مصلحة واعتبار.
إن شعبنا اليوم أمام محطة تاريخية مهمة، وحدث استثنائي لبدء مرحلة جديدة ومختلفة تجعله أكثر قدرة وقوة على مواجهة التحديات، وأشد صلابةً وثباتاً في نضاله للوصول إلى غاياته وتطلعاته السامية، التي قدم في سبيلها دماء طاهرة غزيرة للآلاف من خيرة أبطال الجنوب.
الحاضرون جميعا:
إن هذا الحشد المبارك، الذي يضم هذه الوجوه السمراء التي كتبت بدمائها وعرقها تاريخ ثلاثة عقود من النضال في ساحات الكفاح وجبهات التضحية، بمواجهة قوى الغزو والتسلط والنهب، لم يكن ليجتمع، لولا الجهود المُخلصة والصادقة التي بذلها الجميع دون استثناء.
ونجدها مناسبة، لنحيي بإجلال الجهود الكبيرة التي بذلها فريقا الحوار الوطني الجنوبي في الداخل والخارج، واللذان خاضا ماراثوناً طويلاً من اللقاءات والنقاشات مع مختلف المكونات الوطنية الجنوبية أذابت الجليد، وحققت توافقات حول معظم القضايا والأطروحات، مثمنين أيضا تعاطي الجميع الإيجابي والمسؤول مع فريقي الحوار، وحرصهم على إيجاد أرضية مُشتركة يمكن الانطلاق منها، للعمل وفق القواسم المشتركة بين الجميع.
كما نحيي أيضًا الجنود المجهولين من القيادات السياسية والعسكرية والباحثين والمشايخ والوجاهات الاجتماعية ورجال الأعمال والإعلاميين وكُتاب الرأي ومنظمات المجتمع المدني الذين أسهموا بجهودٍ ذاتية وقدّموا أدوارًا جليلة في سبيل تعزيز الاصطفاف الوطني الجنوبي.
المناضلون الأحرار رفاق رحلة الكفاح الطويل:
إن ما نشهده اليوم، يؤكد مصداقية وجدية توجهات المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه، إذ انتهج الحوار وأكد التزامه وتمسكه به، ورغبته الحقيقية في الشـراكة مع كل القوى والمكونات الجنوبية في سبيل الدفاع عن حقوق شعبنا وحماية مكتسباته.
ونجدد اليوم دعوتنا لاستمرارية الحوار مع الجميع دون استثناء أحدًا، وهو موقف ثابت آمنا به ولن يتغير، وكلنا ثقة بأن الجميع عند مستوى المسؤولية.
الحاضرون الكرام:
بذل المجلس الانتقالي الجنوبي على مدى خمس سنوات جهودًا مضنية وحراكًا واسعًا على مختلف الأصعدة والمستويات، حقق فيها العديد من الإنجازات، وأقام بنية مؤسسية صلبة لحمل أهداف شعبنا وإدارة شؤونه وحماية مكتسباته، وتحقيق تطلعاته.
وتأكيدًا على نهجنا في العمل على تطوير وتحديث الهيكل التنظيمي والـبناء المؤســسي للمجلس، وإشراك الجميع في العمل الوطني، فقد عملنا خلال الأشهر المنصـرمة بالتزامن مع جهود الحوار على إعادة هيكلة وتوسيع هيئات المجلس وتحديث وثائقه، بهدف تطوير آليات العمل واستيعاب القوى غير المنضوية، والاستفادة من مختلف الكفاءات الجنوبية الفاعلة.
الإخوة الحاضرون
إن المرحلة مفصلية، وحافلة بالأحداث والمتغيرات المُهمة التي ستُرسم على ضوئها خارطة مستقبل منطقتنا، وهو ما يتطلب مِنا أن نكون بحجمها وعند مستوى تحدياتها، يقظين لأي محاولة لتشتيت الجهود، وإهدار الطاقات في تباينات هامشية.
إن الثقة والآمال كبيرة وعريضة في أن يختتم هذا اللقاء مداولاته بنتائج إيجابية، وأن يكون نقطة انطلاقة قوية داعمة وبقوة لنضالات شعبنا وتعزيز مكانته وحضوره، وحماية قضيته الوطنية من أي استهداف أو إرباك يُراد به النيل من تطلعات شعبنا ومكتسباته الوطنية.
الأخوات والإخوة:
لا شك أنكم تتابعون تطورات العملية السياسية وجهود المجتمع الدولي لوقف الحرب والبدء بعملية تسوية شاملة، وفي هذا السياق نجدد موقفنا الداعم لجهود الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وكذا جهود المجتمع الدولي التي تقودها الأمم المتحدة، والهادفة إلى وقف الحرب وإحلال السلام، مذكرين بمحورية وأهمية قضية شعب الجنوب كمرتكز للحل ومفتاح للسلام المستدام، ومؤكدين في الوقت ذاته بأن شعبنا لن يسمح بأي ترتيبات سياسية أو اقتصادية أو عسكرية تمس في جوهر قضيته ومصالحه الوطنية.
يا أبناء شعبنا الجنوبي المناضل:
ندرك معاناتكم جراء تداعيات الحرب والأزمة الاقتصادية وتعطيل المؤسسات الإيرادية، التي فاقمت الأوضاع الإنسانية، ونؤكد لكم بأن احتياجاتكم هي أولويات بالنسبة لنا وسنوليها دائمًا اهتمامنا الكامل. إذ كانت قضايا معالجة الوضع الاقتصادي وتحسين المعيشة وتوفير الخدمات الأساسية في محافظات الجنوب المحرر في طليعة شروطنا للانخراط في عملية الشـراكة المنبثقة عن اتفاق ومشاورات الرياض، ونعمل حاليًا في إطار مجلس القيادة وحكومة المناصفة وبالتعاون مع عددًا من الدول الشقيقة والصديقة وفي طليعتهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، من أجل انتشال الوضع الاقتصادي المتردي، والحد من تبعات الأزمة على الأوضاع الإنسانية.
يا أبناء قواتنا الجنوبية المسلحة الأشاوس:
أنتم سند الجنوب وسياجها المنيع، ندين لكم بما تحقق من أمن واستقرار في مختلف محافظات الجنوب، وأنتم تذودون عن حياض الوطن في جبهات الشـرف والبطولة والفداء، ونعاهدكم أنكم ستظلون محط اهتمامنا ورعايتنا، وسنعمل بكل ما أوتينا من جهدٍ وإمكانيات من أجل تطوير قدراتكم ومهاراتكم وتنظيم جهودكم وتأمين احتياجاتكم.
كما نترحم على من سبقونا من الشهداء الميامين الذين افتدوا الجنوب بأرواحهم، مؤكدين بأننا سنظل أوفياء وثابتون على المبادئ التي ضحوا من أجلها، ولن نحيد عنها مطلقًا.
ختامًا، نجدد التحية والتهنئة لكم بانعقاد هذا اللقاء آملين أن يخرج بالنتائج المأمولة والتي ترتقي إلى مستوى تطلعات شعبنا، وتواكب تحديات الحاضر ومتطلبات المستقبل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عيدروس قاسم الزُبيدي
رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي
القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية
نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي
زر الذهاب إلى الأعلى