منارة عدن /العين
تحت جنح الظلام، يزرعون الموت في كل شبر من اليمن، يلغمون الأرض ويفخخون البحر، ويصنعون من أجندتهم المسمومة ترسانة إرهاب.
فانطلاقا من سواحل محافظة الحديدة، غربي اليمن، يحاول الحوثيون ومن خلفهم خبراء حزب الله الإرهابي، محاكاة غواصات “جيب” ذاتية التحكم، وتطوير أجسام تماثل إلى حد كبير الطوربيدات الإيرانية، من أجل تدعيم ترسانتهم الإرهابية البحرية بأول سلاح تحت الماء يصعب اكتشافه.
مصادر ميدانية مطلعة في الحديدة، كشفت لـ”العين الإخبارية”، أن مليشيات الحوثي “تلقت بين عامي 2021 و2022 – وخصوصا خلال الهدنة- دفعات من الأجهزة المفخخة المنقولة تحت الماء عبر التهريب البحري إلى سواحلها لتعمل مؤخرا على تطوير بعض منها وحشوها بالمتفجرات”.
فخاخ وصفتها المصادر بأنها ” أحدث جيل من المفخخات البحرية المدمرة والقاتلة للسفن”، مشيرة إلى أنها ستؤثر بشكل كبير على سلامة الملاحة البحرية الدولية خصوصا أنها تسير بسرعة 20 عقدة وتقطع في الساعة الواحدة 20 ميلا بحريا.
ومنذ 2015، استخدمت مليشيات الحوثي العديد من الأسلحة لتهديد الملاحة البحرية، منها أنواع عدة من الألغام، وصواريخ مضادة للسفن، وزوارق مفخخة منقولة فوق الماء، وطائرات مسيرة، قبل أن تنتقل مؤخرا للمفخخات الغواصة والموجهة ضد سفن الشحن.
ورش تصنيع
بعد نحو 5 أعوام من مزاعم حوثية بضبط غواصة تجسسية ذاتية التحكم عقب اقترابها من سواحل الحديدة، شرعت المليشيات بتطوير وتصنيع مفخخات جديدة بورش خاصة في ذات المحافظة المطلة على البحر الأحمر.
وعلمت “العين الإخبارية” من المصادر أن الانقلابيين “بدأوا بالفعل بتطوير وصناعة أشكال بدائية من هذه الأجسام البحرية عام 2018، في 3 ورش تصنيع على الأقل، على يد خبراء إيرانيين ومن حزب الله اللبناني، وذلك بذروة معركة الحديدة”.
ووفقا للمصادر، فإن ورش التصنيع هذه شيدت في ميناءي الحديدة الحيوي والصليف وجزيرة كمران، شمالي المحافظة، قبل أن ترتفع إلى 5 ورش تصنيع مؤخرا منها اثنتان في مصنعين داخل المدينة.
وبدأ الحوثيون في تصميم جسم انسيابي غاطس غير ثابت يعمل بعمق 49 قدما تحت الماء، لكن عند اختباره في الجهة الشمالية الشرقية من جزيرة كمران، أكبر جزر البحر الأحمر فشلت في تدمير أي هدف بحري. بحسب المصادر.
وتبلغ مساحة محمية جزيرة كمران نحو 52,57 كيلومتر مربع، وتضم مسطحات مائية تقدر بنحو 18,49 كيلومتر مربع.
أوكار.. خريطة انتشار
وفقا للمصادر، فإن مليشيات الحوثي تلقت، عقب فشلها في تصنيع وتطوير هذه الأجسام البحرية، دفعات من سفن تهريب إيرانية جوالة في البحر الأحمر، وهربتها عبر سواحل “الهارونية” في مديرية المنيرة، أقصى شمالي الحديدة.
وأشارت إلى أن الحوثيين حولوا مستودعات في “جبل القمة” حيث مناجم الملح شرق مدينة الصليف بالإضافة لـ “جزيرة كمران”، إلى أوكار ومخابئ لهذه الأجسام المنقولة تحت الماء.
وأواخر العام الماضي، عادت مليشيات الحوثي لمحاولات تصنيع وتطوير هذه الأجسام البحرية، لتشرع في اختبارها على عمق 66 قدما تحت الماء، وذلك بعد ملئها بالمتفجرات.
وأجرى الحوثيون ثاني تجاربهم مؤخرا في العديد من المواقع البحرية منها “خور الكثيب” غرب مدينة الحديدة، حيث عملوا على محاكاة ناجحة لاستهداف أهداف بحرية تحت الماء.
وفي هذا الصدد، أكدت المصادر أن مليشيات الحوثي أصبح بحوزتها أكثر من 100 جسم بحري يتحرك تحت الماء، نشرت منها العديد في 3 مواقع عسكرية هي “الفازة” جنوب الحديدة، و”جزيرة كمران”، و”اللحية” شمالي ذات المحافظة الساحلية.
كما ذكرت أن المليشيات زودت هذه الأجسام الموجهة بنظام الـ “جي بي إس” وزودتها بأكثر من 70 كيلوغراما من المواد شديدة الانفجار، ما يجعلها قابلة لإحداث تدمير كبير في أي سفينة شحن تهاجمها أو تصطدم بها.
وتخضع هذه المفخخات الغواصة لما يسمى “القوات البحرية” التي يقودها منصور السعادي المكنى أبو سجاد والمصنف بقوائم الإرهاب العالمية، بالإضافة إلى القيادي الحوثي عقيل الشامي الذي دفع به زعيم المليشيات إلى الحديدة لتدريب وبناء مليشيات بحرية جديدة.
والحديدة هي محافظة ساحلية تقع منذ أواخر 2018 تحت مظلة اتفاق ستوكهولم وتنتشر فيها بعثة مدعومة من الأمم المتحدة.
إلا أن هذه البعثة لا تسطيع مراقبة الأنشطة العسكرية لمليشيات الحوثي والتي حولت المحافظة وموانئها الثلاثة إلى منصة لتهديد ملاحة البحر الأحمر.
زر الذهاب إلى الأعلى