الرئيسيــةتقـــارير

رمضان بعيون أسر الشهداء والجرحى

منارة عدن / مريم بارحمة
رمضان شهر الصيام وفيه تتجلى الرحمة الإلهية والمغفرة للذنوب والعتق من النار، شهر التسامح والعبادة والطاعة يتضاعف فيه الأجر وتفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، وتصفيد الشياطين. في هذا الاستطلاع نسلط الأضواء على ماذا يمثل شهر رمضان لأسر الشهداء والجرحى وكيف يستقبلونه؟ وما معاناة الجرحى بعد الإصابة بالحرب؟ ما أكثر الاشياء التي تفتقدها أسر الشهداء؟ وما أكثر ما يؤثر في نفوسكم بهذا الشهر الكريم؟ وهل تقدم لهم الحكومة دعم أو مساعدات .. وما نوع هذا الدعم؟ وهل لديهم احتياجات معينة يودون الحصول عليها؟ ولمن يوجهون رسائلهم بهذا الشهر الكريم؟
-شهر روحاني
البداية كانت مع الأستاذ وسام القادري عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، نائب رئيس دائرة الفكر للمجلس الانتقالي الجنوبي لمعرفة ماذا يمثل شهر رمضان لأسر الشهداء والجرحى وكيف يستقبلونه فيقول:” شهر رمضان اعتبره شهرا روحانيا، ومن الأشهر المميزة جدا عن باقي أشهر السنة، فهو شهر البركة والخير، وشهر تكثر فيه العبادة والطاعات، وترى الناس تتقرب إلى الله بشتى العبادات، من قراءة القران والتصدق وغيرها، شهر ترى فيه ما لم تراه في باقي السنة، من تقارب بين الناس والجيران، وحركة في الشوارع، وكان الحياة دبت فيها، والابتهالات التي نسمعها في المساجد والبيوت”.
ويتابع :” وما يميز هذا الشهر إلى جانب العبادة والتقرب إلى الله تعالى، التنوع الغير طبيعي في الأكلات على موائد رمضان، والتي تشتهر فيه موائدنا العدنية، ومن اطيب ما رزقنا الله فيه، ونلاحظ ان كل بيت يرسل إلى جاره نموذج مما تم طبخة، ويقدم بنفس طيبة ومحبة غير طبيعية، ولهذا الشهر الفضيل، رونق خاص، تشعر كأن أيامه تتنفس معنا”.
-شهر القرآن والإحسان
بدوره الجريح الإعلامي محمد خالد سعيد علي صالح يضيف:” رمضان شهر مميز لدى المسلمين حيث أنزل فيه القرآن على النبيّ محمد صلىّ الله عليه وسلّم، وفيه ليلة القدر، ويعد شهر الخير، والتقوى، والإحسان، والرحمة”.
-شهر التسامح
كما كان لنا لقاء بأسرة الشهيد أرسلان حامد محمد العيدروس فتقول اخته الأستاذة عبير حامد محمد العيدروس:” شهر رمضان شهر التسامح والمغفرة والعتق من النار، وهو شهر يصوم المرء ليس عن الأكل فقط وانما عن الاذى والنميمة وكل ما يوقع المرء في السيئات”.
-معاناة مستمرة
ولمعرفة معاناة الجرحى بعد الإصابة بالحرب يوضح الجريح محمد خالد قائلا :” معاناتي كبيرة جدا فإصابتي كانت كالتالي: تهشم بمقدمة جمجمة الراس، إضافة إلى حروق من الدرجة الثالثة في أرجلي اليمنى واليسرى ويدي اليسرى. والحمدالله تعالجت على نفقة فاعلين الخير في جمهورية السودان الشقيق ولكن لم أستطع عمل عملية تجميل للحروق بسبب ظروفي المالية”.
-وطنية وفداء
ويضيف أ. القادري: “هذا سؤال مهم جدا، لقد اختصني الله سبحانه وتعالى بهذه الاصابة انا وغيري ممن ضحوا في سبيل جنوبنا العزيز والغالي على قلوبنا، منهم من اختارهم المولى عز وجل ان يكون في جنته مع الانبياء والصديقين والشهداء، ومنهم من اصيب اصابات خفيفة واصابات كبيرة، ونحن ما خرجنا إلا دفاعا عن ديننا وأرضنا وعرضنا، ولمثل هؤلاء ترخص ارواحنا ودمائنا؛ لأن تراب هذه الأرض غالية ولا يوجد ثمن لها، وانا اعتز بإصاباتي”.
-رحيل مؤلم
ولكشف أكثر الاشياء التي افتقدتها أسر الشهداء تتحدث اخت الشهيد …عبير قائلة:” الاشياء التي افتقدتها عند وفاة اخي لا تعد ولا تحصى بحكم أنه هو الكبير، وهو الذي نعتمد عليه في المصاريف وأكثر الأمور بحكم ان الوالد تعبان ويحتاج إلى تغير مفصل الركبة، والوالدة استخرجت الغدة الدرقية كاملة وتتعاطى دواء يعمل عمل الغده الدرقية، فكان أخي الشهيد يوفر كل شي ينقص المنزل أو ينقصنا”.
-فراق ووفاء
وللتعرف على أكثر ما يؤثر في نفوسهم بهذا الشهر الكريم يقول الجريح محمد:” ما يؤثر في نفوسنا بهذا الشهر ذكرى اصابتي واستشهاد من كان معي، وكنا نقتسم اللقمة سوياً ونضحك ونمرح معاً رحمة الله تغشاهم، فراقهم أكثر شيء يؤثر فيني بهذا الشهر الفضيل”.
-شوق وحنين
وتردف عبير :”اشياء كثيرة نفتقدها منها الشوق إلى الشهيد والشعائر الدينية التي تفوح بالأرجاء وتغزو الانفس، والشوق لزيارة بيت الله الحرام”.
– تخاذل واهمال
ويؤكد أ. القادري قائلاً :”ما يؤثر ويحز في أنفسنا التخاذل والتجاهل بحق الرجال التي قدمت أغلى ما تملك ارواحها ودمائها في سبيل رفع راية هذا الوطن، أصبحنا مهملين في شتى المجالات، حتى ابسط حقوقنا، والتي تتمثل باستكمال علاج الجرحى غير متوفرة، وان هناك جرحى ما زال لهم علاج ومتابعة خارج الوطن”، مضيفا:” أصبح الجريح لا يملك ما يسد به قوت أهل بيته واحتياجاتهم، وهناك من الجرحى من لم يستطيع ان يكون أسرة وأن يتزوج أو يعيش حياة كريمة، ولن يستطيع أحد ان يرد لهم ولو جزء بسيط مما قدموه”.
-حسرة واستبعاد
ولمعرفة هل تقدم لهم الحكومة دعم أو مساعدات .. وما نوع هذا الدعم تقول عبير:” الحكومة لم تقدم أي دعم أو مساعدات غير الراتب، غير ان الانتقالي مشكوراً يبادر إلى عمل دورات لأسر الشهداء ويكون فيها دعم معنوي ودعم رمزي مادي فقط، وبالرغم أن هناك اشياء يستثنى منها الشهيد الذي لم يتزوج منها الكسوة، فيمنع منها الأب والأم والأخوة بالرغم من أنهم يستحقون النظر بعين الرحمة”.
-معاناة وظلم
ويضيف أ. القادري:” طبعا لم نرى حتى 1% مساعدة قدمتها حكومة الفساد، حكومة الشطرنج، ليس هناك أي مساعدة قدمتها لأسر الشهداء أو الجرحى، الذين بفضل الله أولا ثم بتضحيات الرجال أصبحوا فوق كراسي الوزارات أو مدراء، حتى انه لم يتم ترقية الشهداء والجرحى العسكريين واعطائهم الترقيات المستحقة او تثبيتهم كاملاً واعطائهم أرقامًا عسكرية على الأقل”، مضيفا :” بل المصيبة أن أبناء الوزراء والمدراء وأهاليهم لهم الأولوية بكل شيء في الدراسة خارج الوطن، والترقيات والمناصب والوظائف وما إلى ذلك”.
-صعوبة العلاج والغذاء
ويردف الجريح محمد:” الحكومة تقدم لنا راتب 58.400 ريال يمني فقط لا غير، وهذا المبلغ لا يكفي راشن للبيت ولا يكفي حتى للعلاج الذي اخذه سواء لي أنا أو لأسرتي. وأنا ولله الحمد أعيل أسرة مكونة من 4 ذكور وأنثى، ولكن صبرا جميلاً والله المستعان”.
-تجاهل التضحيات
ولكشف احتياجاتهم التي يودون الحصول عليها يقول أ. القادري:” للأسف لم ينظر إلى ما نحتاجه، وهناك اشياء واحتياجات كثيرة تحتاجها هذه الفئة من المجتمع، والتي لها الفضل بعد الله تعالى في تثبيت دعائم الأمن لجنوبنا”، مؤكدا بالقول:” لولا الله تعالى ثم هؤلاء الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم ما قامت قائمة لمن هم الآن في مركز القوة والثقل السياسي، فمن العيب تجاهل ما يحتاجه الرجال الذين ضحوا، وعدم مساعدتهم وتلبية ولو جزء صغير مما يحتاجونه”، مضيفا:” وهناك من فقدوا اطرافهم ويحتاجون إلى اطراف صناعية وإلى صيانة اطرافهم، ويوجد من يحتاج إلى اجراء عمليات جراحية، داخل أو خارج الوطن، وانفسهم عزيزة ولا يعلم بحالهم إلا الله، والأوضاع المعيشية أصبحت صعبة جدا للشخص السليم فما بالك بهذه الشريحة من الرجال”.
-حقوق ضائعة
بينما تتحدث عبير قائلة :” اشياء كثيرة يودون الحصول عليها منها حقهم في العلاج المجاني، وحقهم في الراتب الحكومي الذي تم قطعه بحجة ان هناك راتب عسكري لشهيد، وحقهم في توفير تذاكر العمرة أو الحج “.
-لا أمل في الحكومة
ويضيف الجريح محمد:” نريد الاحتياجات من فاعلين الخير فقط أما الحكومة لا أمل فيهم”.
-سنظل أقوياء
واما ما يخص رسائلهم التي يوجهونها بهذا الشهر الكريم يقول الأستاذ وسام القادري:” اوجه رسالتي إلى قيادتنا السياسية ممثلة برئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، اللواء عيدروس الزبيدي، واقول له لقد فوضك الشعب الجنوبي، وانت قبلت هذا التفويض، وتحملت المسئولية، وان شاء الله انت قادر ان تبحر بنا إلى بر الامان، والى استعادة دولتنا الجنوبية، وهذا الشعب الجنوبي العظيم والصابر في وجه الأعداء، وسنظل وسنبقى أقوياء بعزيمتنا وتمسكنا بحقنا واسترداده، وقبل كل هذا تمسكنا بالله تعالى الذي سيكلل صبرنا بالتوفيق”، ويتساءل القادري :” لماذا كل هذا التناسي لدور الجنوب والجنوبيين، وتضحياتهم التي وصلت إلى كل بقعة، فما جزاء الاحسان إلا الاحسان”.
-اتقوا الله
الجريح محمد:” أوجه رسالتي لكل مسؤول أينه كان منصبة أو توجهه أو حزبه أن يتقو الله فينا لأنه لولانا بعد الله ما كان لكم جاه”.
-دعوة للاهتمام والرعاية
اما اخت الشهيد أ.عبير توجه رسالتها إلى كل الجهات المسؤولة وأصحاب القلوب الرحيمة وتدعوهم إلى الاهتمام ورعاية أسر الشهداء والجرحى.
مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى