طقوس رمضان تهزم الحرب
منارة عدن /العين
رغم الحرب الحوثية يحتفظ اليمنيون بالطقوس الثقافية والتراثية المبهجة، لاستقبال رمضان كمناسبة دينية واجتماعية لها نكهتها الخاصة.
وللشهر الفضيل في اليمن طقوس خاصة توارثتها الأجيال، رفضت الاندثار واستمرت إلى اليوم، سواء فيما يتعلق بالممارسات التعبدية أو الأكلات، و”الأهازيج” المرحبة بالشهر الكريم.
ورغم أن الحرب أخفت مدافع الإفطار في رمضان، إلا أن صخب طقوس الشهر الفضيل في المحافظات اليمنية تكاد تتشابه، رغم وجود اختلافات بسيطة وفق البيئة والمنطقة ذاتها.
ترحيب رمضاني
ففي معظم مدن اليمن وقبيل دخول ليالي رمضان وأيامه المباركة، لا بد من مشهد يتكرر كل عام، ولا يمكن أن يفارق تقاليد اليمنيين وطقوسهم.
هذا المشهد أبطاله هم الأطفال، الذين يطوفون قبيل رمضان أزقة وأحياء المدن وبين أيديهم علبٌ معدنية محكمة الإغلاق، تحوي أحجارا صغيرة وحصوات، وبمجرد هزِّها تصدر أصواتا مبهجة لهؤلاء الصغار وهم ينشدون “مرحب مرحب يا رمضان.. شهر العبادة وشهر الصيام”.
وكأن في هذا الطقس العفوي إعلامٌ رسمي وإعلانٌ أكيد لقرب حلول شهر رمضان، وهو ما يضفي روحانية واشتياقا لدى الكبار المترقبين لليالي البركة والفضيلة.
سباق الأذان
عند دخول رمضان، ومنذ اليوم الأول وحتى آخر يوم، وقبيل الإفطار بدقائق، يرصد أطفال اليمن أذان المغرب يوميا، وينتظرون أن يصدح المؤذنون حتى يسرعوا في تبليغ أهاليهم بأن وقت الإفطار قد حان.
ورغم وصول أصوات الأذان إلى مسامع الصائمين داخل وخارج المنازل، إلا أن غالبية الأهالي يرسلون أبناءهم ليرصدوا الأذان، كأحد طقوس رمضان التي اعتادوا عليها منذ الصغر.
ولأطفال مدينة عدن خاصة حين يسمعون الأذان أنشودة يرددونها وهم يتسابقون نحو منازلهم، تقول: “أذن أذن.. شاهي ملبن”.
نكهة رمضان
لرمضان في اليمن طعم آخر، تؤكده تنوع المائدة اليمنية الرمضانية، والابتكارات التي تتفنن بها ربات البيوت اليمنيات عند صنع الأطعمة والمأكولات.
لا يمكن لرمضان أن يحل دون روائح طبق (الشفوت)، سيد الأطباق الرمضانية في اليمن، خاصة في المناطق الشمالية، كصنعاء وتعز وبقية المحافظات.
و(الشفوت) هو أكلة مكونة من (اللحوم المفتوت) الذائب في كمية من الزبادي، مع الخضار والبهارات الخفيفة، ويتكرر في موائد المحافظات اليمنية.
ولا تغيب السمبوسة والباجية، وسيدة المأكولات الرمضانية (شربة اللحم أو الدجاج)، واللحوح في مختلف المدن اليمنية شمالا وجنوبا.
بالإضافة إلى تميز اليمنيين بشرب (القهوة المرة) مع التمر خلال شهر رمضان، عند اللحظات الأولى للإفطار.
وفي مدينة عدن تتسيد موائدها الأكلات المرتبطة بالهوية العدنية، كالأكلة العدنية الأشهر (الزربيان)، والمطفاية (عقدة السمك الحارة)، بالإضافة إلى (المدربش)، و(الشتني)، والحقين الطبيعي، واللحوح (شديد الحموضة).
وتستعد عدن باستقبال رمضان من خلال ارتداء البنات “المخاور الملونة” بأشكال مختلفة المعروف لبسها لدى النساء في رمضان، فيما يرتدي الأطفال “المعاوز الصغيرة” و”الشمزان” وهو الزي العدني المعروف والقمصان أيضاً، حاملين أحجاما متنوعة من الفوانيس الرمضانية المبهجة.